محاضرات

أسباب نزول الآيات

أسباب نزول الآيات

تنقسم الآيات القرآنية – من حيث سبب النزول – إلى قسمين :
القسم الأول: وهو ما نزل ابتداءً من غير سبق سبب نزول خاص:
القسم الثاني: وهو ما نزل مرتبطاً بسبب من الأسباب الخاصة التي نزلت الآية من أجله:
وسبب النزول: هو ما نزلت الآية أو الآيات متحدثة عنه أو مبيّنة لحكمه أيام وقوعه .
توضيح ذلك: أنه اذا وقعت حادثة ما أو وُجِّهَ سؤال الى النبي صلى الله عليه واله وسلم، فينزل الوحي بتبيان ما يتصل بهذه الحادثة أو بجواب هذا السؤال مثال ذلك: حادثة (خولة بنت ثعلبة) التي ظاهر منها زوجها (أوس بن الصامت) فنزلت بسببها آيات الظهار في سورة المجادلة
وما حدث بين الأوس والخزرج من خصومة بسبب تأليب أحد اليهود العداوة بينهما، فقد نزل عقبها قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكـُمْ بَعْـدَ إِيمَانِـكُمْ كَافِرِينَ )
طريق معرفة سبب النزول
لا طريق لمعرفة أسباب النزول إلاّ النقل الصحيح الثابت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو أهل البيت عليهم السلام أو الصحابة الذين شاهدوا قرائن الأصول وتتبعوا مسيرة الوحي من بدايته إلى نهايته ولا مجال للعقل فيه إلاّ بالتمحيص والترجيح، قال الواحدي في كتاب أسباب النزول :لا يحل القول في أسباب نزول القرآن إلاّ بالرواية والسماع، ممن شاهدوا التنزيل، ووقفوا على الأسباب، وبحثوا عن علمها وجدّوا في الطلب
ولمعرفة سبب النزول فوائد كثيرة، منها :
أولاً : الاستعانة على فهم الآية، وإزالة الاشكال عنها:
ثانياً : إنها تعين على فهم الحكمة التي يشتمل عليها التشريع:
ثالثاً : معرفة اسم من نزلت فيه الآية، وتعيين المبهم فيها:
رابعاً : تخصيص الحكم بالسبب عند من يرى أن العبرة بخصوص السبب لا بعموم اللفظ، فعند هؤلاء ما لم يعرف السبب لا يمكن معرفة المقصود بالحكم فتبقى الآية معطلةخالية من الفائدة .
خامساً : تثبيت الوحي، وتيسير الحفظ والفهم، وتأكيد الحكم في ذهن من يسمع الآية إذا عرف سببها:

جمع القرآن الكريم

لقد اختلف المسلمون في مسألة جمع القرآن الكريم على غرار خلافاتهم في بعض المسائل الهامة وغير الهامة، وقد ثبت بالدليل أن مسألة جمع القرآن لا تكون بيد البشر أو بحسب أذواقهم إذ لا يُعقل أن يرجئ الله تعالى أمر معجزته الخالدة إلى البشر الخطّائين.
إن مسألة جمع القرآن الكريم قد تمّت بوحي من الله تعالى بدءاً من تسمية السور ووصولاً إلى ترتيبها وتركيب آياتها، فلقد كان الوحي ينقل الآيات إلى الرسول(ص)(سواء كانت تنزل عليه نجوماً أو كان يُخرجها من صدره الذي حوى القرآن منذ مبعثه) وكان النبي(ص) بدوره يأمر علي بن أبي طالب(ع) بأن يضع هذه الآية أو تلك في سورة كذا وفي سطر كذا.
أما الأقاويل حول أنّ جمع القرآن تم على يد الخليفة الثاني أو الثالث فهذا أمرٌ غير ثابت إذ ما كان لبشرٍ أن يتدخّل في مثل هذا الأمر الإعجازي الذي اعتبره الله تعالى من أهم المعجزات التي أجراها على أيدي أنبيائه عبر التاريخ.
والحقيقة التاريخية الثابتة هي أنّ الخليفة الثاني جمع ما استطاع من الكلام، ولا أقول من القرآن، من صدور الرجال وجمعه من دون تدقيق ومراقبة فدخل من خلاله الخلط والهرج والمرج على كتاب الله تعالى إلى أتى الثالث فأحرقها جميعاً، وأُمر بأن ينسخ المصحف الذي جمعه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع) على أيدي المؤمنين الثقات ووُزّعت تلك النسخ على عدة من المدن الكبرى.

إلى هنا وتنتهي هذه النبذة اليسيرة حول بضع مفاهيم، بل حول غيض من فيض هذه المعجزة الدائمة، بيد أن كل عنوان طرحناه يحتاج إلى بحثٍ مطول لنفيه جزءاً من حقه.
والحمد لله رب العالمين

علي فقيه

الشيخ علي الفقيه

قال سبحانه( واذكر ربك حتى يأتيك اليقين) إن ذكر الله عز وجل لا ينحصر بجارحة اللسان بل يجب أن ينبع من صميم القلب وتترجمه الطاعة الصادقة التي تتحقق بفعل الواجب والمستحب وبترك كافة المحرمات جعلنا الله واياكم من الذاكرين العابدين الصادقين الشيخ علي فقيه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى