الفكر الكربلائي

الفِكْرِ الكَرْبَلائِي

هَلْ شَعَرَ الإِمَامُ(ع) بِالخَوْفِ

 

 

هَلْ شَعَرَ الإِمَامُ(ع) بِالخَوْفِ

 

هناك مجموعات من الناس فقدوا السيطرة على أنفسهم ولم يبق عندهم شيء من قوة التماسك أو ضبط النفس حول بعض القضايا الحساسة التي لا يجدر التعاطي معها بهذا الأسلوب لأنها في الحقيقة قضايا مصيرية ومسؤوليات شرعية تجب فيها مراعاة الأحكام والأصول.

أصبح الواحد منا – بغض النظر عن كونه موالي أو معادي – يطرح بعض التساؤلات حول أمور كانت واضحة المعالم إلا أنها أصبحت غامضة بسبب كثير من العوامل والأسباب.

واللافت للأنظار هنا هو أن بعض المؤمنين بنهج الإمام الحسين(ع) هم الذين يروجون تلك الأفكار ليَبرزوا وكأنهم أصحاب عقول واعية وآفاق واسعة وغفلوا عن كونهم يتسببون بكوارث عقائدية نحن بالغنى عنها في هذا الزمان وفي غيره.

لقد اهتم علماؤنا الأعلام عبر قرون من الزمن بجميع ما اختص بالثورة الحسينية ووضعوا النقاط على الحروف وكشفوا الحقيقة كما يجب حتى استطاعوا أن يقنعوا بكلامهم العذب وعقولهم النيرة الفذة كثيراً من المعاندين عبر تلك البحوث والمناظرات والمجالس التي كانت تُعقد في أزمان وظروف ومناسبات عديدة.

ونحن اليوم نضرب كلامهم بعرض الحائط ونتجاوز الحقيقة التي كانت واضحة ونبدأ من نقطة الصفر ونستغني عن تجاربهم وسهرهم وألمهم وجهدهم الذي بذلوه في سبيل إيضاح هذه القضية وذلك عندما نتقدّم بأفكار من شأنها أن تزلزل الحقيقة وتغيّر الواقع، كل ذلك من أجل أن نبرز في محيطنا على أننا أصحاب فكر واسع ونحن في الواقع رؤوس الجهل وأجهل الجهلاء.

قرأنا وقرأتم وسمعنا وسمعتم كلاماً غريباً غير مدروس قد نُسب إلى الإمام الحسين(ع) وهو بريء مما نسبوه إليه، وقد لا يكون لتلك الطروحات خلفية سيئة سوى الجهل بالواقع وعدم إدراك العاقبة التي قد تنشأ بسبب تلك اللأفكار الغير مدروسة، والساحة الحسينية أو الفكر الحسيني الكربلائي بالغنى عن تلك الطروحات التي كان ضررها أكبر من نفعها إن قلنا بوجود منفعة لها في أحد الجوانب، ولكننا نعتقد بأنها عديمة المنفعة، ولولا تلك الطروحات المشؤومة لكنا بالغنى عن عقد مثل هذه البحوث التي نصرف فيها الكثير من الوقت والجهد والتأمل والدراسة والبحث والتحليل والمقارنة والمراجعة وغير ذلك من المقدمات المطلوبة للوصول إلى الحقيقة.

وهذه الكارثة الفكرية والتاريخية والعقائدية لم تنحصر في فئة معيَّنة لا على مستوى الإنتماء المذهبي ولا على مستوى المعرفة حيث انغمس فيها بعض رجال الدين وكثير من المؤمنين ونظمها الشعراء وتغنوا بها على أنها مكرمة وجهلوا بأنها مفسدة ومشئمة على الدين وأهله بل على التاريخ الذي رسمه أهل البيت(ع) عبر قرون من الزمن.

كثير منا يقولون افتراءاً وجهلاً ويتحركون بعصبية عمياء، تلك العصبية التي رفضها من نتعصب لأجلهم وجعلوها من صفات الجاهلية التي أرادوا أن ينزهونا عنها.

كيف يمكن لك أيها الإنسان أن تتقرب إلى شخص بشيء هو يكرهه وينهى عنه؟ وكيف تتجرأ على نسب غير الواقع إلى الواقع؟ أولستَ إنساناً مكلَّفاً ومسؤولاً ولك وقفة يوم القيامة بين يدي الله عز وجل؟ فإذا كنت لا تعلم فالأجدر بك أن تبقى ساكتاً لأن الإنسان يُكتب من المحسنين ما دام ساكتاً، وفي مثل هذه الأحوال يجب أن تعمل بالحديث القائل: إذا كان الكلام من فضة فإن السكوت من ذهب: وبالحديث القائل: لسانك حصانك إن صنته صانك وإن خنته خانك: وبالحديث القائل: إختم على لسانك كما تختم على ذهبك وورقك:

ومن جملة تلك الأفكار الهدامة ما قاله البعض وما نظمه الشعراء وهو أن الإمام الحسين(ع) خامس أصحاب الكساء وثالث أئمة الهدى والبطل الشجاع المقدام قد خرج من المدينة المنورة لخوفه من يزيد والعياذ بالله تعالى.

الشيخ علي فقيه

الشيخ علي الفقيه

قال سبحانه( واذكر ربك حتى يأتيك اليقين) إن ذكر الله عز وجل لا ينحصر بجارحة اللسان بل يجب أن ينبع من صميم القلب وتترجمه الطاعة الصادقة التي تتحقق بفعل الواجب والمستحب وبترك كافة المحرمات جعلنا الله واياكم من الذاكرين العابدين الصادقين الشيخ علي فقيه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى