قصص وحكايات

قَصَصُ أَهْلِ البَيْت(ع)

قِصَّةُ النّبي(ص) مع جَدِّهِ عَبْدِ المُطَّلِب

قِصَّةُ النّبي(ص) مع جَدِّهِ عَبْدِ المُطَّلِب

مات أبوه عبدُ الله قبل أن يُبصر نور الحياة، فوُلد وعاش في أحضان أمِّه آمنة مدة قصيرة من الزمن حيث وافتها المنيّة وهي في عمُر الشباب، فأصبح محمد(ص) يتيم الأبوين مما أشعل عليه حزن جده العطوف عبد المطلب.
كفله الجد العظيم، وعاش في كنفه لسنوات، وكان يدنيه من مجلسه ويعامله معاملة خاصة كان أعمامه يغبطونه عليها، وكأن عبد المطلب كان يرى في حفيده رجل الخلاص مما هم فيه من شريعة الغاب، حيث كان القوي يظلم الضعيف، والغني يسرق الفقير، ولا يوجد من يطالب أو يدافع.
وقد سأل عبدَ المطلب أحدُ أولاده عندما رأى اهتمام أبيه البالغ بهذا الصبي فأجابه بقوله الشهير: إنّ لابني هذا لشأناً.
لقد كان عبد المطلب رجلاً عظيماً، وكان على دين جده إبراهيم(ع) وبفضل حكمته وجرأته ودعائه أمام الكعبة حفظ الله بيته الحرام من كيد أبرهة الأشرم الذي أراد أن يهدم شرف العرب بهدم بيتهم المقدّس.
وهو الذي عرّف الناس على مكان بئر زمزم الذي كان مدفوناً لسنوات طويلة وذلك عبر إلهام أتاه في المنام ودله على مكانه، وقد حفر البئر بيده الكريمة حتى رجعت ماء زمزم.
وكانت جميع مواقفه تجاه حفيده تنبئ عن كونه كان يعلم بشأنه، ولا نعرف نحن كيف عرف ذلك، ولكنه بالغ في الإهتمام به وتخلى عن كل شيء في سبيل أن يحفظه من الشر حتى لاحظ الكثيرون بأن علاقة عبد المطلب بمحمد لا تقف عند حدود علاقة الجد بحفيده.
وكأنه كان يتصرف بإلهام من الله تعالى الذي جعل عبد المطلب وسيلة لإبقاء محمد على قيد الحياة.
لقد بذل كل شيء في سبيل الحفاظ على سلامة حفيده منذ أن كان طفلاً رضيعاً وحتى أتت لحظة الوداع.
لم يشعر رسول الله(ص) بمرارة اليتم في ظل كفالة جده له، ولكنه أصبح يتيماً بالفعل عندما توفى الله تعالى هذا الجد العظيم والعطوف الذي لم يقصّر يوماً في تربية حفيده والحفاظ عليه من كل خوف وضرر، فلقد كان عبد المطلب مستعداً لمفاداة حفيده بدمه ونفسه، وهذا هو جوهر الإيمان الصحيح.
وعندما حضرته الوفاة جمع أولاده وأوصاهم بمحمد خيراً وقد كان الخليفة له في ذلك الرجل العظيم والمؤمن الخفي أبو طالب(ع) الذي كان نعم الكفيل والمحامي عن ابن أخيه ذي الشأن المستقبلي العظيم.
وتنتقل الروح الطاهرة والنفس الزكية إلى مولاها ويفقد رسول الله جده العطوف وهو في سن الثامنة من العمر، فلقد بكى على جده أكثر من بكاء أعمامه عليه وذرف دموعاً لم تهدأ حتى ووري عبد المطلب في لحده، وهناك بدأت مرحلة جديدة من المراحل الصعبة التي عاشها رسول الله محمد(ص).

الشيخ علي الفقيه

قال سبحانه( واذكر ربك حتى يأتيك اليقين) إن ذكر الله عز وجل لا ينحصر بجارحة اللسان بل يجب أن ينبع من صميم القلب وتترجمه الطاعة الصادقة التي تتحقق بفعل الواجب والمستحب وبترك كافة المحرمات جعلنا الله واياكم من الذاكرين العابدين الصادقين الشيخ علي فقيه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى