
دخل البهلول ذات مرة إلى قاعة الخليفة وكان يجلس حوله علية القوم، فقال البهلول للخليفة: أقرّ الله عينك، وفرّحك بما أعطاك، لقد حكمتَ فقسطتَ: فقال له الخليفة: مَن تكون؟ قال البهلول: أنا رجلٌ سلبَ حرسُك مالَه، فأمر بردّ ماله إليه، ثم التفت الخليفة إلى الحاضرين وقال لهم: ما قال هذا الرجل؟ قالوا: ما نراه إلا قال خيراً: فقال الخليفة: ما أراكم فهمتم شيئاً، أما قوله أقر الله عينك، أي أسكنها عن الحركة، وإذا سكنت عن الحركة عميَتْ، وأما قوله فرّحك الله بما أعطاك فإنه أخذه من قوله تعالى(حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة) وأما قوله: لقد حكمتَ فقسطت فأخذه من قوله تعالى(وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطباً)