منوعات

حِكَم ونوادر بهلول

تاجرٌ يستهزئ ببهلول

كان البهلول كعادته يتجول في أزقة بغداد فلقيه تاجرٌ فقال له: أريد أن أستشيرك في أمر التجارة، فقال البهلول: وما الذي عدل بك عن العقلاء حتى اخترتني دونهم، وعلى أي حال استشرني فأشر عليك، فقال التاجر: إني أعمل في التجارة وأريد شراء متاع أحتكره حتى أجني منه ربحاً وفيراً: فقال له البهلول: إن أردتَ الربح في تجارتك فاشترِ حديداً وفحماً، فشكره التاجر وفعل كما أشار عليه البهلول حتى ارتفع سعر الحديد والفحم فباعهم التاجر وجنى من خلاله ثروة كبيرة، وبعد مدة رأى البهلول فنظر إليه نظرة احتقار ولكنه رغم ذلك طلب منه المشورة ليجني أرباحاً أكثر فأشار عليه البهلول أن يشتري بصلاً وثوماً ويخزنهم في الأرض ففعل ذلك وأنفق كل ثروته على البصل والثوم، وبعد مدة تعفّن الثوم والبصل في المخزن وأراد أن يتخلص من البضاعة ذات الرائحة الكريهة، وحينها أدرك بأنّ البهلول قد سخر منه فبحث عنه طويلاً حتى وجده ووجهه يكاد ينفجر من الغضب، وقال لبهلول: أيها المجنون بمَ أشرتَ عليَّ؟ لقد أرجعتني فقيراً، فقال له البهلول بكل هدوء: لقد استشرتني أولاً فخاطبتني بخطاب العقلاء فأشرتُ عليك بما يشيرون، لكنّك لمّا استشرتني ثانياً خاطبتني بخطاب المجانين فأشرتُ عليك بمشورتهم، فاعلم أن ضرّك ونفعك مخبوئان تحت لسانك “. أطرق التاجر برأسه، فتركه البهلول وانصرف عنه.

الشيخ علي الفقيه

قال سبحانه( واذكر ربك حتى يأتيك اليقين) إن ذكر الله عز وجل لا ينحصر بجارحة اللسان بل يجب أن ينبع من صميم القلب وتترجمه الطاعة الصادقة التي تتحقق بفعل الواجب والمستحب وبترك كافة المحرمات جعلنا الله واياكم من الذاكرين العابدين الصادقين الشيخ علي فقيه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى