
المبغوضون عند الله
الناس تجاه حب الله وبغضه لهم أنواع: منهم من هو محبوب لديه ومنهم من هو مبغوض عنده، فمنهم من يعرف بأنه مبغوض عند ربه بسبب معاصيه وظلمه لنفسه ولغيره، ومنهم من يظن بأنه محبوب عند الله وهو في الواقع مبغوض فهو مشتبه في الأمر وعليه أن يسأل ويصحح كيلا يخسر الكثير عند قدوم الأجل، ومنهم من أطاع الله في كل شيء فهو عالم بالنتيجة الحتمية التي سوف يصل إليها، وأمام هذه الإشتباهات وضع النبي وآله علامات للمبغوضين عند الله تعالى من باب تعليمهم وإلقاء الحجة عليهم في نفس الوقت كيلا يقولوا لم نعرف ولم نعلم، وفي حديث للرسول الأكرم يذكر فيه ستة أصناف من المبغوضين إلى الله عز وجل:
الصنف الأول: وهم رجال كبار في السن يمارسون الزنا، فالزنا محرم على الإطلاق سواء صدر من الشاب أو صدر من الشيخ ولكن صدوره من الكبير أقبح وأسوأ من صدوره من الشاب، فهناك كثير من الرجال كان من المفتَرَض لمن هو في سنهم أن يتوبوا من ذنوبهم وينقوا أنفسهم من العيوب ويتفرغوا للعبادة حيث لم يبق من العمر سوى القليل وأن الأجل يطاردهم بين لحطة ولحظة وأن الفرصة ما زالت أمامهم للتوبة الصادقة والرجوع عن تلك الممارسات المحرمة، فلو لم يكن عملهم هذا محرماً شرعاً لكان مرفوضاً عقلاً لأن الناس تعيب على الشيخ الكبير القيام بتلك المحرمات التي لا تتناسب مع وضعه وسنّه.
الصنف الثاني: وهم الأغنياء الظالمون الذين يستعملون أموالهم لظلم الآخرين والتعالي عليهم فيعطون المال لأصحاب السلطة والقضاء والنفوذ من أجل سجن فلان أو تخويفه أو التلويح له بالعصا كيلا يقف أمام الغني أو أمام بعض سرقاته
الصنف الثالث: وهم بعض الفقراء الذين يتبجحون ويأكلون من الناس ولا يشكرون فهم يتعاملون مع الآخرين وكأنهم أصحاب فضل ولا فضل لهم على أحد يعني أنهم يتعاملون مع الآخرين بروح الفوقية.
والصنف الرابع: وهم السائلون الملحفون الذين يلحون بالسؤال ويضعون المسؤولين في إحراج وخصوصاً إذا كانوا يسألونهم عند وجود الناس وهناك كثير من السائلين يستغلون هذا الموقف المشين بحق أنفسهم.
الصنف الخامس: وهم الذين يعطون الناس ولكنهم يبطلون صدقاتهم بالمن:
الصنف السادس: وهم الجريُّون الكذابون أصحاب الكلام البذيء المؤذي للآخرين فلا يتورعون عن ذلك، قال(ص) إن الله يبغض الشيخ الزاني والغني الظَّلوم والفقير المختال والسائل الملحف ويُحبط أجر المعطي المنان ويَمقُت البذيخ الجَريَّ الكذاب.
الشيخ علي فقيه



