المرثية الفاطمية
يا زائراً أرضَ المدينةِ راجياْ
مهلاً فجدِّدْ بالدموعِ عزائياْ
أفجِعْ بندبكَ علَّهُ يروي الحشا
أو للعليلِ يكون فيه شفائياْ
لمصيبةِ الزهرا التي قد أُسقطَتْ
بالعصر ظلماً ما أطالَ بكائياْ
لمْ أنسَ إذْ هتكوا فِناها فانثنتْ
تدعو أباها منْ يُجيبُ ندائِياْ
دخلوا لبيتِ اللهِ قَسْراً حرَّقوا
أعتابَ بيتٍ بالهُدى متعالياْ
بالليلِ واراها الوصيُّ ولمْ يكنْ
رغمَ المُصابِ لها سواهُ مُوارياْ
وتَضِجُّ زينبُ بالبكاءِ لأُمِّها
حَزَناً تَصُبُّ الدَّمعَ عِقداً غالياْ
نادى الحسينُ بنعشها متفجِّعاً
بندائهِ أبكى أخاهُ مُنادياْ
أُمَّاهُ إنْ لمْ تسْتَجيبي ساعةً
فالروحُ قدْ بلغتْ هُناكَ تراقياْ
تدرينَ يا أماهُ بعدكِ أنني
أغدو ذبيحاً في الطفوف وظامياْ
تُسبى الحرائرُ بعدَ ذاكَ بكربلاْ
ويُطافُ بالرأسِ المُدمَّى عالياْ
حَنَّتْ وأَنَّتْ عندَ ذاك بنَوْحَةٍ
أبكتْ علياً والمَليكَ سَواسياْ