
(أَعْمَالُ لَيْلَةِ الإِثْنَين)
دُعَاءُ لَيْلَةِ الإِثْنَين
أللّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمّدٍ وآلِ مُحَمَّد، سُبحانَكَ رَبَّنَا وَلَكَ الحَمْد، أَنْتَ اللهُ القائِمُ علَى عَرْشِك أَبَداً، أحاطَ بَصرُكَ بجميعِ الخَلْق، والخَلْقُ كُلّهُم على الفَناء، وأنْتَ البَاقِي الكريمُ القائِمُ الدائِمُ بَعدَ فَناءِ كُلِّ شيءٍ، الحَيُّ الذي لا يَموت، بِيَدِكَ مَلَكوتُ السَمَاواتِ والأرضِ ودَهْرُ الدَاهِرِين، أَنتَ الّذي قَصَمْتَ بصَوْتِكَ الجَبّارِين، وأَضَفْتَ في قَبْضَتِكَ الأَرَضين، وأَغْشَيْتَ بضَوءِ نُورِكَ النّاظِرين، وأَشْبَعْتَ بفَضْلِ رِزْقِكَ الآكِلين، وعَلَوتَ بِعَرشِكَ على العَالَمِين، وأَعْمَرْتَ سماواتِكَ بالملائِكةِ المُقَرَّبين، وعَلَّمْتَ تَسْبيحَكَ الأَوّلِينَ والآخِرِين، وانْقَادَتْ لَكَ الدنْيَا والآخِرَةُ بِأَزِمّتِها، وَحَفَظْتَ السَّمَوَاتِ والأّرَضينَ بِمَقالِيدِها، وأّذْعَنَتْ لَكَ بِالطّاعَةِ وَمَنْ فَوْقَهَا، وَأَبَتْ حَمْلَ الأَمانَةِ مِنْ شَفَقَتِها، وقَامَتْ بِكَلِماتِكَ في قَرارِهَا، واستَقامَ البَحْرانِ مَكانَهُما، واخْتَلَفَ اللّيلُ وَالنَّهارُ كَما أَمَرْتَهُما، وأَحْصَيْتَ كُلَّ شَيْءٍ فيهِما عَدَداً، وأَحَطْتَ بِهِما عِلْماً، خَالِقُ الخَلْقِ ومُصْطَفِيهِ ومُهَيْمِنُهُ ومُنْشِيهُ وذَاريهِ، كُنْتَ وَحْدَكَ لا شَرِيكَ لَكَ إِلَهاً واحِداً، وَكانَ عَرْشُكَ علَى المَاءِ مِنْ قَبْلِ أّنْ تَكونَ أَرْضٌ أَوْ سَماء أَوْ شَيْءٌ مِمّا خَلَقْتَ فِيها بِعِزّتِكَ، كُنْتَ قَدِيماً بَديعاً مُبْتَدِعاً كَيْنُوناً كائِناً مُكَوِّناً كَما سَمَّيْتَ نَفْسَكَ، إِبْتَدَعْتَ الخَلْقَ بِعَظَمَتِكَ، وَدَبَّرْتَ أُمورَهُمْ بِعِلْمِكَ، فَكانَ عَظِيمُ مّا ابْتَدَعْتَ مِنْ خَلْقِكَ وَقَدَّرْتَ عَلَيْهِ مِنْ أّمْرِكَ عَلَيْكَ هَيِّناً يَسِيراً، لَمْ يَكُنْ لَكَ ظَهيرٌ علَى خَلْقِكَ، ولا مُعِينٌ علَى حِفْظِكَ، ولا شَريكٌ لَكَ فِي مُلْكِكَ، وَكُنْتَ رَبَّنا تَبَارَكَتْ أَسْماؤكَ وَجَلَّ ثَناؤكَ علَى ذَلِكَ عَلِيّاً غَنِيّاً، فَإِنّما أَمْرُكَ لِشَيْءٍ إِذَا أّرَدْتَهُ أَنْ تَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكون، لا يُخَالِفُ شَيْءٌ مِنْهُ مَحَبَّتَكَ، فَسُبْحانَكَ وَبِحَمْدِكَ، وَتَبارَكْتَ رَبَّنَا وَجَلَّ ثَناؤكَ، وَتَعالَيْتَ علَى ذَلِكَ عُلُوّاً كَبِيراً، أللّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمّدٍ وآلِ مُحَمَّد عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ وَنَبِيِّكَ، وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ كَمَا سَبَقَتْ إِلَيْنا بِهِ رَحْمَتُكَ، وَقَرُبَ إِلَيْنا بِهِ هُدَاكَ، وَأَوْرَثْتَنَا بِهِ كِتَابَكَ، وَدَلَلْتَنا بِهِ عَلَى طَاعَتِكَ، فَأَصْبَحْنا مُبْصِرِينَ بِنُورِ الهُدَى الّذِي جَاءَ بِهِ، ظَاهِرينَ بِعِزِّ الدِّينِ الّذي دَعَا إِلَيْهِ، نَاجِينَ بِحُجَجِ الكِتَابِ الّذي نَزَلَ عَلَيْهِ، الّلهُمَّ فَآثِرْهُ بِقُرْبِ الْمَجْلِسِ مِنْكَ يَوْمَ القِيَامَةِ، وَأَكْرِمْهُ بِتَمْكِينِ الشَّفَاعَاتِ عِنْدَكَ تَفْضِيلاً مِنْكَ لَهُ عَلَى الفَاضِلِينَ، وَتَشْرِيفاً مِنْكَ لَهُ عَلَى المُتَّقِينَ، الّلهُمَّ وَامْنَحْنَا مِنْ شَفَاعَتِهِ نَصِيباً نَرِدُ بِهِ مَعَ الصّادِقينَ جِنَانَهُ، وَنَنْزِلُ بِهِ مَعَ الآمِنينَ فُسْحَةَ رِياضِهِ غَيْرَ مَرْفُوضِينَ عَنْ دَعْوَتِه، ولا مَرْدودِينَ عَنْ سَبِيلِ مَا بَعَثْتَهُ بِهِ، ولا مَحْجُوبَةٌ عَنَّا مُرافَقَتُه، ولا مَحْظورَةٌ عَنّا دارُهُ، آمِينَ إِلَهَ الحَقِّ رَبَّ العَالَمِين، أللّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمّدٍ وآلِ مُحَمَّد، وَأَسْأَلُكَ باسْمِكَ العَظِيمِ الّذي لا يَعْلَمُهُ أَحَدٌ غَيْرُكَ، والذي سَخَّرْتَ بِهِ اللّيْلَ والنَّهَارَ، وأَجْرَيْتَ بِه الشّمسَ والقَمَرَ وَالنُّجومَ، وبِه أَنْشَأْتَ السَّحَابَ والمَطَرَ وَالرِّيَاحَ، والّذي بِه تُنْزِلُ الْغَيْثَ وتَذْرَأُ المَرْعَى وتُحْيِي العِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ، والّذي بِه تَرْزُقُ مَنْ فِي البَرِّ وَالبَحْرِ وتَكْلَؤهُم وَتَحْفَظُهُم، والّذي هُوَ فِي التَّوْراةِ وَالإِنْجِيلِ وَالزَّبُورِ وَالقُرْآنِ العَظِيمِ، وَالّذي فَلَقْتَ بِه البَحْرَ لِموسَى، وَأَسْرَيْتَ بِمُحَمَّدٍ 9 بِكُلِّ اسْمٍ لَكَ مَخْزُونٍ مَكْنُونٍ، وَبِكُلِّ اسْمٍ دَعَاكَ بِه مَلَكٌ مُقَرَّبٌ أَوْ نَبِيٌّ مُرْسَلٌ أَوْ عَبْدٌ مُصْطَفَى أَنْ تُصَلِّيَ علَى مُحَمّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَجْعَلَ رَاحَتِي فِي لِقَائِكَ، وَخَاتِمَ عَمَلِي فِي سَبِيلِكَ، وَحَجِّ بَيْتِكَ الحَرَام، واخْتِلافٍ إِلَى مَسَاجِدِكَ وَمَجَالِسِ الذِّكْرِ، واجْعَلْ خَيْرَ أَيّامِي يَوْمَ أَلْقَاكَ، أللّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وَاحْفَظْنِي مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ وَمِنْ خَلْفِي وَعَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي وَمِن فَوقِي وَمِنْ تَحْتِي وَمِنْ أَسْفَلَ مِنِّي، وَاحْفَظْنِي مِنْ السّيّئاتِ وَمَحَارِمِكَ كُلِّهَا، وَمَكِّنْ لِي فِي دِينِي الّذي ارْتَضَيْتَ لِي، وَفَهِّمْنِي فِيْهِ، وَاجْعَلْه لِي نُوراً، وَيَسِّرْ ليَ اليُسْرَ وَالعَافِيَةَ، وَاعْزِمْ عَلَى رُشْدِي كَمَا عَزَمْتَ علَى خَلْقِي، وَأَعِنِّي عَلَى نَفْسِي بِبِرٍّ وَتَقْوَىً وَعَمَلٍ رَاجِحٍ وَبَيْعٍ رَابِحٍ وَتِجَارَةٍ لَنْ تَبُورَ، أللّهُمَّ إِنّي أَسْأَلُكَ الجَنَّةَ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ خَوْنِ الأَمَانَةِ وَأَكْلِ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالبَاطِلِ، وَمِن التَّزَيُّنِ بِمَا لَيْسَ فِيَّ، وَمِنَ الآثَامِ وَالبَغْيِ بِغَيْرِ الحَقِّ، وَأَنْ أُشْرِكَ بِكَ مَا لَمْ تُنَزِّلْ بِه سُلْطَاناً، وَأَجِرْنِي مِنْ مُضِلاّتِ الفِتَنِ مَا ظَهَر مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، وَمِنْ مُحِطَاتِ الخَطَايَا، وَنَجِّنِي مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ، وَاهْدِنِي سَبِيلَ الإِسْلامِ، وَاكْسِنِي حُلَلَ الإِمَانِ، وَأَلْبِسْني لِبَاسَ التَّقْوَى، وَاسْتُرْنِي بِسَتْرِ الصَّالِحِينَ، وَزَيِّنِّي بِزِينَةِ المُؤمِنِينَ، وَثَقِّلْ عَمَلِي فِي المِزَانِ، وَأَلْقِني مِنْكَ بِرَوْحٍ وَرَيْحَانٍ، آمِينَ رَبَّ العَالَمِينَ، وَصلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيماً.
صَلاةُ لَيْلَةِ الإِثْنَيْن
وهي أربع ركعات، يقرأ المصلي في كل ركعة منها فاتحة الكتاب سبع مرات، وسورة القدر مرة واحدة، ويفصل بينهما بتسليمة، وبعد الفراغ من هذه الصلاة تصلي على محمد وآل محمد مائة مرة، وتصلي على جبرائيل مائة مرة.
الشيخ علي فقيه