
عبادة الموجودات
الجزء الثاني
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وصلى الله على رسوله الكريم وآله الميامين وأصحابهم المنتجبين
أشرنا في البحث الماضي إلى أهم العوالم الموجودة في هذه الحياة، وهي عالم الإنسان وعالم الحيوان وعالم النبات وعالم الجماد، وكان الغرض من ذكرها جعلها مقدمة لبيان كون كل مخلوق عابداً لله تعالى بطرق لا يعرفها البشر حيث جعل الله ذلك سراً من أسراره، وقد أشار في القرآن الكريم إلى تلك الحقيقة المجهولة لدى غالبية الناس حيث قال تعالى(وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم)
وقال تعالى(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ)
وقال(هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ)
وقال(وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلالُهُم بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ
وقال(تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ)
وقال(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ)
فمجمل هذه الآيات الكريمة تشير إلى طاعة المخلوق للخالق، ولكنني هنا سوف أقف على بعض العبارات من هذه الآيات الكريمة ليظهر لنا جانب من جوانب تلك الحقيقة الثابتة التي يجب أن يؤمن بها كل عاقل.
في البداية أقف على معنى أول آية وهي قوله سبحانه(وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم)
وفي حديث سابق أشرت إلى الفقرة الأولى من فقرات هذه الآية حيث بينت هناك معنى الدابة الشامل لكل ذي روح في هذه الأرض.
وهنا يأتي السؤال حول الفقرة الثانية التي تتحدث عن الطيور ثم يبين الله تعالى حقيقة من حقائق الوجود حيث عبّر عن الطيور بأنهم أمم مشابهة لنا نحن البشر، ولكي يتضح الجواب بشكل شبه جلي نقف على نقطتين هامتين:
النقطة الأولى: وهي أنه لا يوجد أي استثناء في قوله سبحانه(ولا طائر) وإنما خصص ذكر الطيور في مقابل ذكره لدواب الأرض كيلا يتوهم البعض بأن الحكم لا يشمل الطيور أيضاً، ولعل ورود التخصيص وهو قوله(يطير بجناحيه) فيه دفع شبهة قد تطرأ على أذهان البعض وهي أن هناك أنواعاً صنّفها العلماء من الطيور ولكنها عاجزة عن الطيران كالبطاريق، ولعله ورد في الآية أيضاً حقيقة علمية يمكن للعلماء أن يستفيدوا منها في بحوثهم.
النقطة الثانية: وهي تشبيه الحيوانات بالناس من حيث التلاقي والتخاطب والتناغم والتناحر والحب والبغض، ولكي يتضح لنا هذا الأمر أكثر نذكر لكم وجوه الإلتقاء بين البشر وغيرهم ووجوه المفارقة.
لقد قسّم علماء المنطق العلم إلى أربعة أقسام وبينوا أن الحيوان يشارك الإنسان في ثلاثة منها ويفترق عنه بواحد.
العلم الأول: أطلقوا عليه إسم(العلم الحسي) وهو ما ينتج من علم عن الحواس الخمس التي يتشارك فيها الإنسان مع عدد كبير من الحيوانات الحائزة على تلك الحواس.
العلم الثاني: وهو العلم الخيالي، فإن الإنسان يركب صوراً في ذهنه فيتخيل أمراً معيناً وكذا الحيوان.
العلم الثالث: العلم الوهمي وهو الشعور بالحب والبغض وما شاكلهما، وهذا يشعر به الإنسان والحيوان أيضاً.
العلم الرابع: هو العلم الأكمل الذي يحصل عليه الإنسان بقوة العقل، وهو موضع افتراق الإنسان عن غيره من الحيوانات.
فالقرآن الكريم خاطبنا بقوله(إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم) ولعل المراد بهذا التشبيه يصب في جهة السعي وكسب الرزق والحب والبغض والتعارف والتناحر، فبعض الحيوانات من الصنف نفسه تتناحر وتتقارب، وكذا الإنسان، فهم يشبهوننا من هذه الناحية، ولا مانع من أن يشبهونا ببعض النواحي الخاصة التي لم نعرفها نحن البشر حتى اليوم وهي طريقة تواصلهم مع الخالق سبحانه.
فالناس يفترقون عن سائر المخلوقات الحية الأخرى بقوة العقل وبالتكليف الإلهي لهم وبعث الرسل إليهم وإنزال الكتب السماوية عليهم، ولا نجد شيئاً من ذلك عند الحيوان وإن كانت تعبد ربها بطرق خاصة ولأهداف نحن نجهلها، ولكن ما نفهمه من خلال إخبار الله لنا بعبادة الحيوانات والجمادات له هو الإستنكار علينا وإلقاء الحجة، وكأنه يقول لنا أنظروا إلى الحيوانات التي لا تكليف لهم ولا ثواب ولا عقاب عندهم كيف يعبدون الله لأنه خلقهم ولأنه يرزقهم، وأنتم أيها الناس المعنيون الأوائل في الأمر لا تطيعون من تجب طاعته ولا تشكرون نعمه التي لا تعد ولا تحصى.
الله تعالى سخّر لنا الحيوانات وهي تعبده، وسخّر لنا ونحن نعصيه، فما هذه المفارقة العظيمة التي هي في الواقع تحقير للعصاة من البشر الذين كان بإمكانهم أن يرتقوا بطاعاتهم إلى مستوى يفوق مستوى الملائكة، أو ينزلون بكفرهم وعصيانهم إلى ما هو أدنى من مستوى العجماوات.
ويعطينا التاريخ عبرة يجب الأخذ بها، فقد ذُكر أن نبي الله سليمان(ع) كان ماراً على شاطئ البحر فرأى قرب الشاطئ نملة……
وقال تعالى في موضوع عبادة غير الإنسان له(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ)
الخطاب هنا ككل خطاب قرآني موجّه إلى صاحب الوحي وبالتالي إلى عامة الناس، وأريد كالعادة أن أقف على كل كلمة من كلمات هذه الآيات التي تخفي خلفها أمراً وأول ما ينبغي التركيز عليه في هذه الآية هو قوله سبحانه(أَلَمْ تَرَ) الله تعالى يخاطب بالدرجة الأولى خاتم أنبيائه(ص) ويقول له يا محمد ألم تر أن الله يسبه له، فلفظة(ألم تر) هل هي بمعنى ألم تعلم، أم أنه تعالى يخاطب رسوله بأمر كان الرسول يعرفه، ويكون المراد من العبارة أو الهدف منها إياك أعني واسمعي يا جارة؟ لأن هناك خطابات وُجهت إلى النبي بصيغة ألم تعلم كقوله تعالى(أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) وكالعادة أريد أن أحصر الكلام في جهتين لتظهر لنا الحكمة من استعمال لفظة ألم تر مكان لفظة ألم تعلم.
الجهة الأولى: هل أن قوله تعالى(ألم تر) إنشاءٌ جديد لم يكن النبي على عهد مسبق به، أم أنه ورد من باب التذكير بما عرفه النبي عن القرآن منذ أن ألقى الله أنواره في قلبه؟
لعل هذه العبارة تحمل كلا المعنيين، ولا مانع من أن يكون النبي قبل هذه الآية غائباً عن التفصيل لأن الوارد أنه(ص) يوم مبعثه أُلقي في قلبه المعنى العام للقرآن الكريم، وبناءاً عليه تكون هذه العبارة إنشاءاً جديداً.
ونحن نعتقد بأن النبي(ص) كان على معرفة بآيات القرآن منذ يوم مبعثه وربما قبل ذلك بطريقة خاصة تعامل بها رب العالمين معه، والدليل هو أن سلوك النبي قبل مبعثه كان موافقاً لمضامين القرآن الكريم، وقد أشار الله تعالى إلى علم النبي المسبق بالقرآن حيث خاطبه قائلاً(وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا)
الجهة الثانية: وهي أنه إذا كان المخاطَب بها هم نحن البشر العاديين فيكون المراد منها هو الإنشاء الذي لم نعهده من قبل، ولذا ينبغي التفريق بينما إذا كان المراد بالخطاب رسول الله أم كان المراد نحن، ولا شك بأن هناك خطابات خاصة برسول الله(ص) وخطابات تشملنا معه، فقوله تعالى(يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنذِرْ) هو خاص بالنبي(ص) النذير البشير.
نعود إلى الآية الكريمة، الله تعالى يخبرنا بأن الله يسبح له من في السموات والأرض.
فلفظة(مَن) في اللغة العربية تُستعمل للدلالة على العاقل، فإذا أردت أن تسأل عن أحد من الناس تقول:من هذا: ولا تقول:ما هذا: لأن لفظة(ما) تستعمل للدلالة على غير العاقل كما إذا رأيت حيواناً وأردت أن تستوضح عن هويته فتسأل قائلاً ما هذا.
فالآية الكريمة تشير إلى وجود عقلاء في السموات والأرض يسبحون الله تبارك وتعالى، وعقلاء السماء هم الملائكة الذين يسبحون ولا يتعبون من التسبيح والتقديس، وربما يشمل تسبيح عقلاء السماء بعض الجن الذين يسكنون الفضاء.
فبعد أن أخبرنا الله تعالى بتسبيح العقلاء له في السموات والأرض أشار إلى أمر دقيق جداً حيث أخبرنا عن الطيور بأنها تعرف صلاتها وتعرف تسبيحها حيث يقول(وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ) هم علموا صلاتهم وتسبيحهم وهم يصلون ويسبحون من دون استثناء على خلاف البشر الذين كان أكثرهم كافرين وظالمين ومنحرفين وعاصين وغير شاكرين لأنعم الله تعالى.
ولعل عبادة غير العقلاء لله تعالى تندرج تحت عنوان الطاعة التكوينية المشابهة لطاعة الملائكة الذين فطرهم ربهم عليها.
نعود إلى الآية الكريمة مرة أخرى(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ)
وأريد هنا أن أفصل الأمر أكثر ليظهر المعنى بالشكل المطلوب، ولذا فإنني سوف أقسم هذه الآية الكريمة إلى ثلاث فقرات:
الفقرة الأولى(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ)
الفقرة الثانية(وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ)
الفقرة الثالثة(كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ)
أما بالنسبة للفقرة الأولى فقد عرفنا أن الله تعالى يخبرنا عبر نبيه(ص) أن الخلق خاضع له، وأن هذا الخضوع من قبلهم على اختلاف هيئاتهم وأشكالهم وأنظمتهم دليل على وحدانية الله تعالى في الخالقية والربوبية والرازقية، وعرفنا أن لفظة مَن تستعمل للحديث عن العقلاء، فإذا كان الحديث عن العقلاء وغيرهم فيُقدم اللفظ المشير إلى العاقل على غيره، فإذا رأى أحدهم مجموعة من الناس ومعهم حيوانات وأمتعة معينة وأراد أن يستفسر عن كل ما رآه فإنه يسأل قائلاً:من هؤلاء: ولا يصح أن يقول:ما هؤلاء: إذاً يمكن التعبير عن غير العقلاء بلفظة مَن إذا كان معهم عقلاء، وبناءاً عليه يكون قوله تعالى(مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) شاملاً للعقلاء وغيرهم لأن الجميع يعبدون الله تعالى إلا من عصاه من العقلاء.
وأما بالنسبة للفقرة الثانية من الآية وهي قوله سبحانه(وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ) فلا رابط أولي بينها وبين تسبيح من في السموات والأرض لأنها جملة معترِضة، أو قل إنها إنشاء جديد لبيان غرض غير الغرض الأول.
ففي هذه الفقرة من الآية الكريمة يخبرنا الله تعالى بتحليق الطيور في الفضاء بما خلق لهم من أدوات تساعدهم على التحليق، ومثله قوله تعالى(وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم) ثم يأتي الحكم في الفقرة الثالثة التي تقول(كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ) ولهل قوله(كُلٌّ) يشمل العقلاء في السماء والأرض وغير العقلاء كالطيور الطافات، أما تخصيص ذكر الطيور هنا لم يكن على سبيل الحصر لأن جميع الكائنات الحية لها صلاة وتسبيح وسجود كما أشارت عدة من الآيات الكريمة، فلم يكن تخصيص الطيور حصراً بل إنه تعالى(والله أعلم) ذكر الطيور لأنها أكثر جاذبية لانتباه الإنسان بسبب تنوعها وألوانها وطيرانها في الفضاء ومعرفتها لجغرافية الأرض أكثر من غيرها.
فالحيوان تصلي ولكن صلاتها تختلف عن صلاة البشر، ولا بأس هنا بتقديم مقدمة مساعدة حول معنى الصلاة.
إن للصلاة معنيين: أحدهما لغوي والآخر شرعي، وهو من الألفاظ المنقولة التي وُضعت لمعنى ثم استعملت في معنى آخر لوجود مناسبة بين المعنيين، فالصلاة في اللغة هي الدعاء، وكان المصلون قبل القرآن يدعون الله تعالى بأدعية خاصة إلى أن جاء النبي بالقرآن واستعمل لفظ الصلاة في الصلاة الخاصة التي تبدأ بالنية والتكبير وتنتهي بالتشهد والتسليم.
قال بعض المفسّرين كالطبرسي” في مجمع البيان، و”الآلوسي” في روح البيان: إنّ الصلاة هي الدعاء.
وهذا هو مفهومها اللغوي، وبهذا تمارس جميع المخلوقات في الأرض والسماء الدعاء إلى الله بلسان حالها أو مقالها وتسأله الرحمة، لأنّه أرحم الراحمين، وأنّه سبحانه وتعالى يمنّ عليها برحمته كُلاً بحسب قابليته.
فالإنسان يصلي فيقرأ ويركع ويسجد، والحيوان يصلي بلا قراءة ولا ركوع ظاهري ولا سجود، فكيفية سجودنا نحن البشر مخالف لهيئة سجود المخلوقات الأخرى، وهذا ما سوف أركز عليه لدى الحديث عن قوله تعالى(وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلالُهُم بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ) وقوله(وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مِن دَآبَّةٍ وَالْمَلآئِكَةُ وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ) وقوله(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ)
وبما أن الكلام والشرح سوف يطول حول هذه الآيات فسوف نعقد بحثاً ثالثاً حول هذا الموضوع.
الشيخ علي فقيه