
الفرارُ مِنَ الزحْف
وهو تَرْكُ الجهاد والهروب من المعركة التي يجب فيها القتال، وقد ورد في سورة الأنفال آيتان تتحدثان عن هذا الموضوع، أما الآية الأولى فإنها تكشف عن نهي إلهي واضح، والثانية تكشف عن نتيجة الفرار من الزحف في يوم الحساب، وهي غضب الله عز وجل.
قال سبحانه(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاء بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ)
إن الفار من الجهاد هو الذي رضي بعيش الذل والمهانة تحت رحمة الظالمين والمتغطرسين، وتناسى أن الله تعالى فرض الجهاد عزاً للإسلام وأهل الإسلام، وقد ذكر لنا رسول الله(ص) كلاماً بيّن فيه مدى قبح الفرار من الزحف وكونه من كبائر الذنوب حيث قال(ص): فمن ترك الجهاد ألبسه الله ذلاً في نفسه، وفقراً في معيشته، ومَحقاً في دينه، إن الله تبارك وتعالى أعزَّ أمتي بسَنابِك خَيْلِها ومراكز رماحها:
وعن أمير المؤمنين علي(ع) قال: فمن تركه-يعني الجهاد- رغبةً عنه ألبسه الله ثوب الذل، وشَمِلَه البلاء، ودُيِّث بالصَّغَار والقَماءة، وضُرب على قلبه بالإسهاب، وأُديل الحق منه بتضييع الجهاد:
الشيخ علي فقيه



