كبائر الذنوب

سِلْسِلَةُ كَبَائِرِ الذنُوْب

الإِسْرَاف

 

 

الإِسْرَاف

 

وهو من كبائر الذنوب التي نُصَّ عليها في الكتاب العزيز، والإسراف هو نوع من التبذير، وهو وضع الشيء في غير محله أو في ما لا مصلحة فيه، كما لو كان عند شخص فاضل طعام أو شراب صالحَين للإستهلاك فرماهما، فهذا عمل محرَّم يعقبه عذاب أليم في يوم الحساب، فلا ينبغي الإستخفاف بالأمر كيلا نضيف إلى الإسراف محرَّماً آخر.

لقد ركّز القرآن الكريم الحديث عن الإسراف وعاقبته لأن في ممارسته ضرراً على فاعله في يوم الحساب.

قال تعالى(كُلُواْ مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)

وقال سبحانه(وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)

وقال عز وجل(إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ)

وقال جل شأنه(كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُّرْتَابٌ)

وقال سبحانه في بيان عاقبة الإسراف(وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ)

وقد وصف الله عز وجل فرعون بالمسرف، وإن نفس هذا الوصف لأعظم دليل على قبح الإسراف حيث يقول سبحانه(فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلاَّ ذُرِّيَّةٌ مِّن قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِّن فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَن يَفْتِنَهُمْ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ)

وهناك الكثير من الآيات التي ينهانا الله تعالى فيها عن الإسراف مبيّناً لنا عاقبة هذا السلوك الذي اعتبره النبي وآله(ص) من الكبائر.

وهناك مجموعة كبيرة من الأحاديث الواردة عن النبي وآله(ص) يذكرون فيها قبح الإسراف وعلامات المسرف وعاقبته في يوم الحساب، وما هو من الإسراف وما ليس من الإسراف.

قال(ص) : أما علامة المسرف فأربعة: الفخر بالباطل، ويأكل ما ليس عنده، ويزهد في اصطناع المعروف، ويُنكر من لا ينتفع بشيء منه:

وعنه(ص) : لا خير في السرف ولا سرف في الخير:

أي مهما أنفقت في سبيل الله فهو ليس من الإسراف بل من الخير الذي يرجع عليك بالأجر العظيم والثواب الكبير.

وعنه(ص) : في الوضوء إسراف وفي كل شيء إسراف:

وهذا ينطبق على أهل الوسواس الذين يشكّون في صحة وضوئهم وهو صحيح فيتوضؤون أكثر من مرة، وهذا الأكثر من الإسراف، وكذا الذي يصرف من الماء أكثر من اللازم متعمداً فيجب عليه أن ينتبه كيلا يقع في الإسراف.

وعن أمير المؤمنين(ع) قال: ويحَ المسرف، ما أبعده عن صلاح نفسه واستدراك أمره:

وعنه(ع) : من كان له مال فإيّاه والفسادَ، فإن إعطاءك المال في غير وجهه تبذير وإسراف، وهو يرفع ذكر صاحبه في الناس ويضعه عند الله:

وعنه(ع) قال: أقبح البذل السرَف:

وعنه(ع) : الإسراف مذموم في كل شيء إلا في أفعال البر:

وقد جاء في دعاء الإمام زين العابدين(ع) : وامنعني من السرَف، وحصِّن رزقي من التلف، ووفِّر مَلَكَتي بالبركة فيه، وأَصِبْ بي سبيل الهداية للبر فيما أُنفِق منه:

وعن الإمام الباقر(ع) : المسرفون هم الذين يستحلّون المحارم ويسفكون الدماء:

وعن الصادق(ع) : أدنى الإسراف هِراقة فَضْلِ الإناء، وابتذال ثوب الصَّون وإلقاءُ النَّوى:

الشيخ علي فقيه

الشيخ علي الفقيه

قال سبحانه( واذكر ربك حتى يأتيك اليقين) إن ذكر الله عز وجل لا ينحصر بجارحة اللسان بل يجب أن ينبع من صميم القلب وتترجمه الطاعة الصادقة التي تتحقق بفعل الواجب والمستحب وبترك كافة المحرمات جعلنا الله واياكم من الذاكرين العابدين الصادقين الشيخ علي فقيه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى