
أمثال متنوعة من القرآن الكريم
من الأمثال التي ضُربت في كتاب الله مثل الجنة حيث قال سبحانه في سورة الرعد(مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَآئِمٌ وِظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ) وفي هذه الآية ترغيب وترهيب، ترغيب بالنعيم العظيم الذي لا نفاد له ولا زوال، وتحذير من العذاب الأليم الذي لا يخرج منه داخلُه إلى الأبد، وهذه الجنة طعامها وفاكهتها وجمالها وخمرها وعسلها ولبنها وظلها دائم لأهلها الذين أطاعوا ربهم في دار الدنيا.
وفي موضع آخر من الكتاب العزيز ذُكر مثل آخر لتلك الجنة العظيمة حيث قال عز وجل(مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاء حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ) فهل يستوي أهل الجنة مع ذلك النعيم المقيم مع أهل النار الذين هم فيها خالدون بسبب مخالفاتهم للخالق سبحانه، بالطبع هناك فرق كبير بين الفوز بالجنة والحكم بالنار.
ومن أمثلة القرآن الكريم ما ذكره الله سبحانه حول مكة المكرمة التي كانت تنعم بالخيرات والرزق بعد أن دعا إبراهيم الخليل جميع الناس إلى زيارة هذا الموضع فأخذهم البطر وكفروا بأنعم الله وأنكروا رسالة محمد بن عبد الله الذي دعا عليهم فأذاقهم الله تعالى ألم الجوع وألم الخوف فراحوا يأكلون الكلاب والجيف بعد أن كان الرزق يأتيهم من كل مكان فقال سبحانه في سورة النحل(وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ وَلَقَدْ جَاءهُمْ رَسُولٌ مِّنْهُمْ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ وَهُمْ ظَالِمُونَ)
ومن الأمثلة التي ذكرها القرآن قوله تعالى في سورة الروم(ضَرَبَ لَكُم مَّثَلًا مِنْ أَنفُسِكُمْ هَل لَّكُم مِّن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن شُرَكَاء فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنتُمْ فِيهِ سَوَاء تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنفُسَكُمْ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَن يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ) وهو مثل للمشركين الذين يرفضون أن يكون العبيد شركاء لهم في الأموال والقرارات فهم يخافون من المساواة بينهم وبين العبيد، وهنا يحتج عليهم القرآن كيف ترفضون الشركاء لكم وهم بشر مثلكم وتقبلون بأن تجعلوا لله الواحد شركاء له.
ومن الأمثال التي أشار إليها القرآن قوله سبحانه في سورة الزخرف(وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَوْ نَشَاء لَجَعَلْنَا مِنكُم مَّلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ) لقد حاول بعض المشركين أن يضلل الناس ويثبتهم على عبادة الأصنام بدعوى أنها أفضل من عيسى وقد لعب هؤلاء على الألفاظ بهدف الإضلال وهنا يخبرنا القرآن بأنهم ما ضربوا مثل عيسى إلى من باب الجدل وإنكار الحق وإضاعة الحقيقة، ولعل هذا الجدل حصل عندما نزل قوله تعالى(إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ) فقيل للنبي(ص) ألست تزعم أن عيسى نبي؟ فإن كان هو في النار فقد رضينا أن نكون نحن وآلهتنا في النار، فأخذ القرشيون بالضحك فأجابه النبي(ص) قائلاً ما أجهلك بلغة قومك أما فهمت أن (ما) لما لا يعقل.
الشيخ علي فقيه