
مَثَلُ أهل البيت(ع)
في الواقع أننا عندما نريد أن نحدث عن أهل البيت أو نبيّن بعض خصالهم وأوصافهم وأخلاقهم تأخذنا الحيرة في الأمر وتسيطر علينا حالة من الإرتباك فنعتقد للوهلة الأولى أننا لن نستطيع النطق بكلمة واحة أمام هيبتهم وعظمتهم المستمدة من عظمة الله سبحانه وتعالى، ثم نجبر النفس ونكرّه اللسان على النطق بفضلهم ووصفهم لأن هذا واجب علينا وهو في نفس الوقت عبادة تحمل معها الأجر والثواب لأن ذكرهم عبادة وإيصال تعاليمهم إلى الناس كذلك.
ورغم ضرورة هذا النوع من البيان تبقى الحيرة حاكمة والقصور مسيطراً فلا ندري من أين نبدأ الكلام عنهم وماذا نقول في شأنهم لأن كثيرنا أمامهم قليل وعقولنا المحدودة قاصرة عن إدراك حقيقتهم بشكل واف، إننا نشعر بالتقصير تجاههم فنشك دائماً هل أدينا المطلوب وأوصلنا الفكرة كما يجب أم أننا لم نوفَّق لذلك، وهذا هو منشأ الحيرة تجاههم، إنهم أعظم خلق الله وأفضلهم وأتقاهم وأعلمهم وأخيرهم، إنهم المثل الأعلى في هذا الوجود بل هم خير مثل للجميع.
وقد ضرب لنا رسول الله(ص) الأمثال حول أهل بيته، فقد روى صاحب كنز العمال أن النبي(ص) قال:مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق: وفي أمالي الطوسي قال(ص) إنما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح(ع) من دخلها نجا ومن تخلف عنها غرق: وهذا يعني بأن طريقهم هي طريق الحق وأن اتباعهم واجب لأنهم أولي الأمر الذين أمرنا الله بطاعتهم، وهذا يعني أيضاً أنهم الجهة التي توصل بالإنسان إلى غاية السعادة وأن ركوب سفينتهم والسير في نهجهم هو باب الخلاص وباب النجاة من مهالك الدنيا وأهوال الآخرة.
وفي كتاب الإحتجاج قال(ص) إن مثل أهل بيتي في أمتي كمثل سفينة نوح في قومه من ركبها نجا ومن تركها غرق ومثل باب حطة في بني إسرائيل:
وفي أمالي الشيخ الصدوق قال(ص) من دان بديني وسلك منهاجي واتبع سنتي فليُدِن بتفضيل الأئمة من أهل بيتي على جميع أمتي فإن مَثلهم في هذه الأمة مَثل باب حطة في بني إسرائيل:
وقال علي(ع) إن مثلنا فيكم كمثل الكهف لأصحاب الكهف وكباب حطة وهو باب السِّلم فادخلوا في السلم كافة:
وقد سئل الإمام الصادق(ع) عن قول الله عز وجل(الله نور السموات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح) فقال(ع) هو مثل ضربه الله لنا فالنبي(ص) والأئمة صلوات الله عليهم أجمعين من دلالات الله وآياته التي يهتدى بها إلى التوحيد ومصالح الدين وشرائع الإسلام والفرائض والسنن:
ويقول الصادق(ع) أنا فرع من فروع الزيتونة وقنديل من قناديل بيت النبوة وأديب السفرة وربيب الكرام البررة ومصباح من مصابيح المشكاة التي فيها نور النور وصفوُ الكلمة الباقية في عَقِبِ المصطفَينَ إلى يوم الحشر:
الشيخ علي فقيه