أُخْلاقُ المُسْلِم

أُخْلاقُ المُسْلِم

الإِيْثَارُ

 

الإِيْثَارُ

 

الإيثار هو أن تقدم مصالح الغير على مصلحتك، وقد انحصر معنى الإيثار بالفضيلة بحيث إذا ذُكر الإيثار تبادر إلى الذهن معنى البذل والتضحية والفداء كما لو آثرت غيرك على نفسك فبذلتَ الغالي والنفيس في سبيله أو آثرت جائعاً على نفسك فأطعمته وأنت جائع، هذا بالنسبة للمعنى الإيجابي للفظ الإيثار، وأما المعنى السلبي له فهو أن تؤثر ما يضرك على ما ينفعك كما لو آثرت الدنيا على الآخرة.

وقد أشار القرآن الكريم إلى عظمة الإيثار بمعناه الإيجابي وذلك عندما حدّثنا عن إيثار آل الرسول صلوات الله عليهم وذلك عندما جاعوا من أجل أن يُشبعوا الجائعين فبقوا على تلك الحالة ثلاثة أيام بلياليها حتى أصبحوا رمز الإيثار في هذا الوجود، ففي سورة الإنسان يوجد حديث مطوّل حول الإيثار وآثاره على صاحبه في يوم الحساب حيث يقول سبحانه(يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا  وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا  إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُورًا  إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا  فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا  وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا  مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا  وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا  وَيُطَافُ عَلَيْهِم بِآنِيَةٍ مِّن فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا  قَوَارِيرَ مِن فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا  وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنجَبِيلًا  عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا  وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَّنثُورًا  وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا  عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا  إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاء وَكَانَ سَعْيُكُم مَّشْكُورًا)

هذا بعضٌ من ثواب الذين يؤثرون الغير على أنفسهم قربةً منهم لوجه الله تعالى.

وكذلك يمدح الله تعالى الإيثار وأهله فيقول في سورة الحشر(وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)

ويقول أمير المؤمنين(ع) الإيثار أعلى المكارم:

ويقول: الإيثار شيمة الأبرار:

ويقول : لا تكمُل المكارم إلا بالعفاف والإيثار:

وورد عن الإمام الصادق أنه قال: كان عند فاطمة(ع) شعير فجعلوه عَصيدةً فلما أنضجوها ووضعوها بين أيديهم جاء مسكين فقال المسكين رحمكم الله فقام علي فأعطاه ثُلثاً فلم يلبث أن جاء يتيم فقال اليتيم رحمكم الله فقام علي فأعطاه الثلث، ثم جاء أسير فقال الأسير رحمكم الله فأعطاه علي الثلث وما ذاقوها:

وقال علي(ع) :من آثر على نفسه استحق إسم الفضيلة:

الشيخ علي فقيه

الشيخ علي الفقيه

قال سبحانه( واذكر ربك حتى يأتيك اليقين) إن ذكر الله عز وجل لا ينحصر بجارحة اللسان بل يجب أن ينبع من صميم القلب وتترجمه الطاعة الصادقة التي تتحقق بفعل الواجب والمستحب وبترك كافة المحرمات جعلنا الله واياكم من الذاكرين العابدين الصادقين الشيخ علي فقيه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى