أُخْلاقُ المُسْلِم

أُخْلاقُ المُسْلِم

الأَجْرُ

 

الأَجْرُ

 

ما من إنسان يعمل في هذه الحياة عملاً إلا وله أجر على عمله، فالذي يعمل متقرباً إلى الله تعالى يجد أجره يوم القيامة عظيماً، ولقد طمأن الله عباده في محكم كتابه بأنه لا ينسى أجر أي عامل منهم وأنه لا يضيع عنده مثقال ذرة من العمل على قاعدة بالخير خير وبالشر شر كما ورد في آخر سورة الزلزلة، فلقد بشّر الله عباده المؤمنين العاملين بأنهم سوف يجدون ثواب أعمالهم كبيراً في يوم الحساب فقال عز وجل في سورة الكهف(إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نُضِيع أجر من أحسن عملاً) وفي سورة التوبة(إن الله لا يُضِع أجر المحسنين) وقد وعظ أمير المؤمنين ولديه الحسن والحسين بأن يطلبا بعملهما الأجر فقال لهما:قولا بالحق واعملا للأجر: وقد يعطي الله عبده أجره في الدنيا والآخرة، وقد يعطيه أجراً في الحياة ويحرمه ذلك بعد الممات من باب العدالة وقد لا يكون له أجر لا في الدنيا ولا في الآخرة وهو الخسارة التي لا مثيل لها، أما أجر الآخرة فإنه أعظم وأكبر من أجر الدنيا فلقد قال سبحانه في سورة يوسف(ولأجر الآخرة خير للذين آمنوا وكانوا يتقون) وفي هذا الشأن قال أمير المؤمنين: شتان ما بين عملين، عمل تذهب لذته وتبقى تبعته، وعمل تذهب مؤونته ويبقى أجره: وهذا ينطبق على الذين يعملون للدنيا والذين يعملون للآخرة، أما الذين يعملون للدنيا فإن لذة الحرام سوف تذهب إما لبعض الأسباب الخاصة وإما بالموت وعند ذلك تبقى عليه تبعة عمله السيء الذي سوف يحاسبه ربه عليه، وأما الذين يعملون للآخرة فإن أجرهم باق حتى يجزيهم ربهم بأحسن ما كانوا يعملون.

وقد حدثنا الكتاب العزيز عن أجر عظيم وأجر كبير وأجر كريم وأجر غير ممنون وأجر يؤتى مرتين، أما حديث عن الأجر العظيم فهو قوله تعالى(وإن تؤمنوا وتتقوا فلكم أجر عظيم) وأما عن الأجر الكبير فقد قال سبحانه في سورة الحديد(آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ)

وأما الأجر الغير ممنون فقد قال سبحانه(إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجر غير ممنون) وأما الأجر المضاعف فلقد حدثنا الله عنه بقوله الكريم(أُوْلَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ)

وأما الأجر الكريم فقد قال تعالى(إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ)  وقال علي(ع) أَسهروا عيونكم وأضمروا بطونكم واستعملوا أقدامكم وأنفقوا أموالكم وخذوا من أجسادكم فجودوا بها على أنفسكم ولا تبخلوا بها عنها فقد قال الله سبحانه(إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم) وقال تعالى(من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له وله أجر كريم) فلم يستنصركم من ذُلٍّ ولم يستقرضكم من قُلٍّ:

الشيخ علي فقيه

الشيخ علي الفقيه

قال سبحانه( واذكر ربك حتى يأتيك اليقين) إن ذكر الله عز وجل لا ينحصر بجارحة اللسان بل يجب أن ينبع من صميم القلب وتترجمه الطاعة الصادقة التي تتحقق بفعل الواجب والمستحب وبترك كافة المحرمات جعلنا الله واياكم من الذاكرين العابدين الصادقين الشيخ علي فقيه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى