Site icon الشيخ علي فقيه

مَفَاهِيْمُ الصِيَام

 

شَهْرُ رَمَضَانَ شَهْرُ الخَيْرِ المُطْلَق

 

قال رسول الله(ص) :أنفاسكم فيه تسبيح ونومكم فيه عبادة وعملكم فيه مقبول ودعاؤكم فيه مستجاب

هذه العبارات تحمل معها التعاليم الكبرى والمفاهيم القيمة التي يجب التعرف عليها والإلتزام بها حتى تقع عبادة الصوم منّا على وجهها الصحيح.

ففي شهر رمضان المبارك، شهر الخير المطلق يمتاز الصائمون بكون أنفاسهم بمستوى التسبيح، فكل نفس يدخل إلى جوف الصائم فكأنما يقول به(سبحان الله) ونحن أمام هذه النعمة الكبرى ينبغي أن نستزيد من البركة ومن الأجر والثواب وذلك بأن نضيف إليها التسبيح، فإنه بذلك يزداد الأجر والثواب، بمعنى أن نستغل كل لحظة من لحظات هذا الشهر بما ننتفع به في يوم الحساب.

 

طَلَبُ التوْفِيقِ مِنَ اللهِ تعالى

 

قال رسول الله(ص)” : فاسألوا الله ربكم بنيات صادقة وقلوب طاهرة أن يوفقكم لصيامه وتلاوة كتابه:

لو كان الصوم صوماً عن الطعام والشراب فقط  لكان من أسهل العبادات وأبسط الأمور التي يقوم بها الإنسان في هذه الحياة، ولكن معنى الصيام المراد من قبل الله عز وجل أعمق من ذلك بكثير، وما تَرْكُ  الطعام والشراب وباقي المفطرات الشرعية سوى جزء من الصوم المطلوب إن لم نقل سوى مقدمة للصوم الحقيقي الذي تنصب عليه النتائج الإلهية في يوم الحساب، ولكي نفهم هذه الحقيقة بشكل جيد لا بد أن نضع ميزاناً للأمر وهو أن الصوم عن المفطرات لوحده لا يحقق للإنسان سوى إسقاط الواجب الذي قد يكون في أكثر الحالات خالياً من الأجر والثواب، وهذا النوع من الصوم لوحده لا يكفي في تحقيق الغاية المرجوة من وراء الصوم، وكذا الصوم عن الحرام فإنه متمم للصوم الشرعي فلو صام المرء عن المحرمات كلها ولم تصم معه بطنه وفرجه لم ينتفع بهذا الصوم أيضاً، وعليه يكون المطلوب منه كلا الصومين معاً حتى يحقق لنفسه الغاية المطلوبة، والفرق بين هذين النوعين هو:

أولاً: أن الصوم عن المفطرات الشرعية أهون بكثير من الصوم عن المحرمات لأن الصوم عن المحرمات يحتاج إلى مقدمات صعبة وشروط قاسية حتى يتحقق بالشكل المطلوب.

ثانياً: أن الصوم عن المفطرات الشرعية ليس دائماً لأن هذا الحكم يبدأ في أول يوم من شهر رمضان وينتهي في يوم عيد الفطر، أما الصوم عن الحرام فإنه مطلوب منه مدى العمر.

الشيخ علي فقيه

Exit mobile version