أُخْلاقُ المُسْلِم

أَخْلاقُ المُسْلِم

الأسوة الحسنة

 

 

الأسوة الحسنة

 

في موضوع التأسي بالأنبياء والمؤمنين قال سبحانه وتعالى(قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ) وقال عز وجل(لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا)

يجب على كل مؤمن أن يتأسى بالسابقين من الأنبياء والأئمة والصالحين لتهون عليه مصائب الحياة ويتعامل معها بكل روية، ونحن كمؤمنين بالرسول وآله(ص) يجب علينا أن نقتدي بهم في حياتنا ليكون اتباعنا لهم حقيقياً ونافعاً ومربحاً لأن مجرد التغني بالموالاة والتأسي ليس فيه أية جدوى ولا يستفاد منه بشيء على الإطلاق فلا ينوبنا منه سوى تحمّل الأعباء والمسؤوليات لأن كل موالٍ للرسول وآله مسؤول عن تلك الموالاة بجميع معانيها ومراتبها وأشكالها.

فلا ينبغي أن نتوهم بأن نفس الموالاة من دون اقتداء فعلي وعملي تنفع فهذا النوع من الموالاة لا فائدة منه على الإطلاق ما لم يترجَم بالتطبيق على أرض الواقع، ومن هنا فإن أئمتنا ينفون صفة الإيمان عمن لم يعمل بعملهم ما شيعتنا إلا من اتقى الله أو من عمل بعملنا: أما التبجح بالموالاة وادعاء الإخلاص لهذا النهج من دون أن نكون ملتزمين بمضمونه فهو كذب وافتراء وتشويه لهذا النهج، والله سبحانه يأمرنا بالتأسي بالأنبياء ليس لمجرد سكون النفس بل من أجل العمل والسير على مناهجهم المستقيمة فلقد آمنا بالله ورسوله وأقررنا بالولاية لأهل البيت ولكن هذا لوحده لا يجعل من الإنسان إنساناً مؤمناً فلا يكفي الإقتداء بالسنّة من غير عمل: فلقد قال الإمام السجاد: إن أبغض الناس إلى الله من يقتدي بسنة إمام ولا يقتدي بأعماله: وأما بالنسبة للذين نصَبوا أنفسهم قادة للناس فعليهم أن يبدؤوا بأنفسهم قال علي: من نَصَبَ نفسه للناس إماماً فعليه أن يبدأ بتعليم نفسه قبل تعليم غيره وليكن تأديبُه بسيرته قبل تأديبه بلسانه.

الشيخ علي فقيه

الشيخ علي الفقيه

قال سبحانه( واذكر ربك حتى يأتيك اليقين) إن ذكر الله عز وجل لا ينحصر بجارحة اللسان بل يجب أن ينبع من صميم القلب وتترجمه الطاعة الصادقة التي تتحقق بفعل الواجب والمستحب وبترك كافة المحرمات جعلنا الله واياكم من الذاكرين العابدين الصادقين الشيخ علي فقيه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى