آثار الأكل على النفس والجسد
إن نعم الله تعالى أكثر من أن تحصى وتُعد فالخيرات كثيرة ومنتشرة في كل مكان وكثير من الناس يرمون من الطعام أكثر مما يأكلون ولعل الطعام أرخص شيء ثمناً على الأرض، والإسلام الحنيف تدخّل في كل صغيرة وكبيرة من شؤون الناس الدينية والإجتماعية والسياسية والإقتصادية من أجل أن ينظّم الحياة تنظيماً دقيقاً وتسيرَ أمور الناس على ما يُرام، وعندما يتحدث الإسلام عن مسألة الإقتصاد بالطعام فإنه يتحدث بذلك من أجل الإنسان لأن الإسلام لا يبخل على أحد ولا يحب أن تكون هذه الخصلة السيئة موجودة في نفس فرد من الأفراد فليس الدافع هو البخل أو التقتير بل الدافع هو الحفاظ على جسد الإنسان من الآفات المرضية التي كانت أكثر أسبابها المبالغة في الأكل والإكثار من تناول أصنافه، فجاء الإسلام من أجل أن يعلّمنا الأشياء التي تنفعنا وتُبعد عنّا شبح الأمراض، فأول شيء طلبه الإسلام منا تجاه الطعام هو قلة الأكل لأن في قلته الكثرة في الصحة والنشاط وغيرهما من الأمور المعنوية والروحية.
وقد ورد في الأحاديث القدسية أن الله تعالى جعل العلم والحكمة مع خلوّ البطن لأن التخمة تمنع من التفكير أو أنها تمنع من العمل على التفكير ولذا قال علي: قلة الأكل أكرم للنفس وأدوم للصحة: وقال: من قلّ طعامه قلّت آلامه: وقال من قلّ أكله صفا فكره: وقال(ص) من قل أكله قلّ حسابه: وقال(ص) من قلّ طُعمُه صحّ بطنه وصفا قلبه ومن كثر طُعمه سَقُمَ بطنه وقسا قلبه:
وهناك كلام لعلي(ع) يتحدث فيه عن ضرورة القلة في الطعام وفي الكلام وفي النوم أيضاً لأن الإستقلال من هذه الثلاثة كلها منفعة للإنسان في الدنيا والآخرة، فالذي يقل كلامه مثلاً يقل حسابه يوم القيامة قال(ع) إذا أراد الله سبحانه صلاحَ عبده ألهمه قلة الكلام وقلة الطعام وقلة المنام: فلا بد من الإقتصاد في المأكل حتى تبقى أبداننا سليمة وصحيحة ولذا قال الإمام الكاظم: لو أن الناس قَصَدوا في الطُّعم لاعتدلت أبدانهم: وقال علي: كم من أكلة تمنع أكلات.
وقال: لا يجتمع الجوع والمرض:
الشيخ علي فقيه
