
آداب الطعام
لا تختلف عملية الأكل بين إنسان وآخر بشيء على الإطلاق من الناحية التكوينية للجسد بمختلف طرقها وتعدد أنظمتها، ولكن الذي يختلفون فيه هو اختيار نوع الطعام وكميته وإباحته وطهارته فإن المؤمن العاقل يلتزم بالوصايا الواردة حول آداب الطعام فلا يشغله الجوع عن الإلتزام بتلك الآداب التي تعود عليه بالكسب في الدنيا والآخرة، وقد اعتنت الشريعة السمحاء بهذا الموضوع نظراً للفوائد التي يحملها للإنسان من حيث صحة الجسد والروح، فمن آداب الطعام وواجباته: أن يكون الطعام محللاً أي مما يجوز أكله، ومنها أن يكون الطعام طاهراً فلا يجوز أكل الطعام النجس أو المتنجس وهذا ما ينبغي أن ننتبه له جيداً لأن أكل الطعام المتنجس له آثار سيئة على الجسد والروح في وقت واحد، ومنها: التسمية قبل البدء بالأكل فتقول بسم الله الرحمن الرحيم فإن ذكر الله تعالى قبل تناول الطعام يجعله مباركاً ونافعاً، ومنها: أن تشكر ربك على هذه النعمة قبل الطعام وبعده وفي أي وقت شئت، ومنها أن تكون راضياً بما قسم الله لك من الرزق الحلال وإن كان قليلاً لأن القناعة كنز ثمين، ومنها الوضوء فإنه يستحب لك أن تأكل وأنت على وضوء ولا شك بأن لهذا الأدب أثراً على روح الإنسان وسلوكه فقد نعرفه وقد لا نعرفه، ومنها أن تاكل ثلاثة أصابع، ومنها أن تكون اللقمة صغيرة حتى يسهل مضغها جيداً وبلعها وهضم المعدة لها لا أن تكون اللقمة أكبر من فمك كما يصنع كثير من الناس فإن هذا دليل جوع مزمن جوع نفسي قبل أن يكون جوعاً جسدياً، ومنها مضغ الطعام جيداً لترتاح المعدة في هضمه، ومنها أن لا تأكل حتى تجوع، ومنها أن تقوم عن الطعام وأنت تشتهيه، ومنها أن تبدأ الطعام بتناول شيء يسير من الملح، ومنها أن لا تأكل الطعام الحارّ بل ينبغي أن تنتظر حتى يبرد قليلاً، وسأكتفي هنا بذكر الأحاديث الواردة عن النبي وآله في شأن آداب الطعام فهي في غاية الوضوح فلا تحتاج إلى شرح وبيان:
قال الإمام علي: من ذكر اسمَ الله عند طعام أو شراب في أوله وحمد الله في آخره لم يُسأَل عن نعيمِ ذلك الطعام أبداً:
وقال: أكثروا ذكرَ الله عز وجل على الطعام ولا تَطغوا فيه فإنها نعمة من نعم الله:
وقال: أقرّوا الحارَّ حتى يبرد فإن رسول الله قُرِّبَ إليه طعامٌ حار فقال أقروه حتى يبرد ما كان الله عز وجل ليطعمنا النار والبركة في البارد:
وقال الباقر: من أراد أن لا يضره طعام فلا يأكل طعاماً حتى يجوع وتنقى مِعدتُه فإذا أكل فليُسمِّ الله وليُجِد المضغ وليكفّ عن الطعام وهو يشتهيه ويحتاج إليه:
وقال الصادق: من غَسَلَ يده قبل الطعام وبعده بورك له في أوله وآخره:
الشيخ علي فقيه



