أُخْلاقُ المُسْلِم

أَخْلاقُ المُسْلِم

الأمة الإسلامية

 

 

الأمة الإسلامية

 

لقد أرسل الله رسوله بالهدى ودين الحق ليُخرج الناس من ظلمات الجهل والكفر إلى أنوار العلم والهداية فبعثه رحمة للناس كافة فقَبِلَه قوم ورفضه آخرون، وسار على نهجه جماعة وخرجت على أوامره جماعات، ولكنه أسس دولة كبرى وأمة عظيمة جعلها الله تعالى أفضل أمة في الحياة، قال سبحانه(كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ) فلقد سهر النبي الليالي وتجرّع المرارات وتحمّل الصعوبات واجتاز أنواع المخاطر ومختلف المصائب في سبيل أن يؤسس رجالاً لله وعباداً صالحين يكونون زيناً لهذه الحياة، وبعد أكثر من عشرين سنة استطاع الرسول بجهده الكبير أن يصنع تلك الأمة التي كانت أمنية البشر بأجمعهم وانتشر المسلمون في بقاع الأرض فنشروا العلم والحق والرحمة في كل المجتمعات، وأعني بهم الذين سلكوا نهج الرسول كما أراد الله والرسول ولا أعني بهم أولئك الذين شوهوا صورة الأمة الإسلامية بممارساتهم الظالمة البعيدة كل البعد عن روح الإسلام وجوهر الدين.

لقد وصف رسول الله هذه الأمة بأوصاف كان حرياً بنا أن نكون بمستواها لنُرضي عنا رسولَ الله الذي كان رضاه رضا ربه، فمن جملة كلامه عن هذه الأمة: أمتي أمة مباركة لا يُدرى أولُها خير أو آخرها خير: وقال: أمتي هذه أمة مرحومة: ونحن نقول تكون الأمة مرحومة إذا استجلبت الرحمة لنفسها، وطريق استجلاب الرحمة هو طاعة الرسول الذي أمرنا الله بطاعته بشكلٍ لا يقبل الشك والتردد(وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول) (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) وهنا يظهر لنا بأن المراد بالأمة المرحومة ليس جميع الذين ينتمون بالهوية إلى هذا الدين وإنما المراد بها هم الذين أطاعوا الله ورسوله في كل شيء، فحمل كلام الرسول: أمتي مرحومة : على الإطلاق غير صحيح لأن فيها المطيع والعاصي والتقي والشقي والعادل والفاجر، وقال: بشّر هذه الأمة بالسَّناء والدين والرفعة والنصر والتمكين في الأرض:

وكما قلت فإن هذه الأمة فيها الأخيار وفيها الأشرار أما  الأخيار من الأمة فلهم أوصاف وعلامات ذكرها لنا النبي(ص) وهي كثيرة وواضحة ليست بحاجة إلى توضيح أو تأويل فلقد قال(ص) خيار أمتي فيما أنبأني الملأ الأعلى قوم يضحكون جهراً في سَعة رحمة ربهم ويبكون سراً من خوف عذاب ربهم:

وقال: خير أمتي أزهدهم في الدنيا وأرغبهم في الآخرة: وقال: خير أمتي من هدم شبابه في طاعة الله وفطم نفسه عن لذات الدنيا وتوَلَّهَ بالآخرة إن جزاءه على الله أعلى مراتب الجنة:

الشيخ علي فقيه

الشيخ علي الفقيه

قال سبحانه( واذكر ربك حتى يأتيك اليقين) إن ذكر الله عز وجل لا ينحصر بجارحة اللسان بل يجب أن ينبع من صميم القلب وتترجمه الطاعة الصادقة التي تتحقق بفعل الواجب والمستحب وبترك كافة المحرمات جعلنا الله واياكم من الذاكرين العابدين الصادقين الشيخ علي فقيه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى