أُخْلاقُ المُسْلِم

أَخْلاقُ المُسْلِم

الأُمة الوسط

 

 

الأمة الوسط

 

قال الله سبحانه في سورة البقرة(وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا) والأمة الوسطى هي الأمة المتمسكة بالعدل والحق فهي أوسط الأمم في ذلك، ولأنه تعالى جعل هذه الأمة وسطاً فقد جعل أفرادها شهداء على كافة الناس ومبلّغين لهم حيث جعل الله المسلمين حجة على غيرهم بحيث إذا بلّغ المسلم الحقَ لأحدهم أصبح هذا التبليغ حجة على المبلَّغ عند الله في يوم الحساب، والنبي الأعظم(ص) هو الشهيد على المبلغين والحجة عليهم وكذلك أهل بيته الأطهار(ع) وهذا أعظم تكريم يمكن للخالق سبحانه أن يكرم به أحداً من خلقه، وهذا عز للأمة الإسلامية وشرف كبير لها حيث جعلها ربها من أفضل الأمم وأوسطها عدلاً وصدقاً وحقاً ومعتقَداً، قال علي: نحن شهداء الله على خلقه وحجته في أرضه ونحن الذين قال الله(وكذلك جعلناكم أمة وسطاً) وفي موضع آخر يمدح الله هذه الأمة العظيمة فيقول(كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ) وحول معنى هذه الآية قال الصادق: يعني الأمة التي وجبت لها دعوة إبراهيم(ع) فهم الأمة التي بَعَث الله فيها ومنها وإليها وهم الأمة الوسطى وهم خير أمة أُخرجت للناس: وهناك موجبات خير للأمة منها ما ذكره النبي بقوله: لا تزال أمتي بخير ما تحابُّوا وأدَّوا الأمانة واجتنبوا الحرام وقَرَوُا الضيف وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة: وقال: لا تزال هذه الأمة تحت يد الله وفي كنفه ما لم يداهِن قرّاؤها أمراءها ولم يُزّكِّ علماؤها فجارها وما لم يُهِن خيارَها أشرارُها فإذا فعلوا ذلك رفع الله عنهم يده ثم سلط عليهم جبابرتهم: وقد بيّن لنا منزلة هذه الأمة في يوم القيامة فقال: أنا أكثر النبين تَبَعاً يوم القيامة: وقد حذّرنا من تداعي الأمم علينا فقال: يُوشِكُ الأمم تَداعى عليكم تداعيَ الأَكَلة على قَصعتها، قال قائلٌ منهم: من قلةٍ نحن يومئذٍ؟ قال بل أنتم كثير ولكنكم غُثاءٌ كغثاء السيل ولَيَنزِعَنَّ اللهُ من عدوكم المهابة منهم ولَيقذِفَنّ في قلوبكم الوهن قال قائل يا رسول الله وما الوهن؟ قال حب الدنيا وكره الموت: وأما بالنسبة للأمور التي تَخَوّفها الرسول على أمته فهي كثيرة جداً منها قوله: إنما أخاف على أمتي ثلاثاً شحاً مطاعاً وهوى متبَّعاً وإماماً ضالاً: وقوله: ثلاثة أخافهن على أمتي، الضلالة بعد المعرفة ومضلات الفتن وشهوة البطن والفرج: وقد دخل أنس بن مالك على رسول الله وهو نائم على حصير فقال له النبي أعلم أنه قد اقترب أجلي وطال شوقي إلى لقاء ربي وإلى لقاء إخواني الأنبياء قبلي، ثم قال ليس شيء أحبَّ إليّ من الموت وليس للمؤمن راحة دون لقاء الله ثم بكى فقال له أنس ما الذي يبكيك فقال(ص) وكيف لا أبكي وأنا أعلم ما ينزل بأمتي من بعدي فقال أنس وما ينزل من بعدك يا رسول الله؟ قال الأهواء المختلفة وقطيعة الرحم وحب المال والشرف وإظهارُ البدعة:

الشيخ علي فقيه

الشيخ علي الفقيه

قال سبحانه( واذكر ربك حتى يأتيك اليقين) إن ذكر الله عز وجل لا ينحصر بجارحة اللسان بل يجب أن ينبع من صميم القلب وتترجمه الطاعة الصادقة التي تتحقق بفعل الواجب والمستحب وبترك كافة المحرمات جعلنا الله واياكم من الذاكرين العابدين الصادقين الشيخ علي فقيه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى