أُخْلاقُ المُسْلِم

أَخْلاقُ المُسْلِم

الإيمان والإسلام

 

 

الإيمان والإسلام

 

إن الحديث عن الإيمان والإسلام لَمن أهم الأحاديث وأفضلها وأكثرِها تشعبات وفروعاً وأحكاماً لأن كل هذه الحياة قائمة على الإيمان وعدمه إذ لم يخلق الله خلقه إلى من أجل دعوتهم إلى الإيمان به لقوله( وما خلقت الجن والإنسن إلا ليعبدون) وقوله(الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً) وقوله في الحديث القدسي: كنت كنزاً مخفياً فأحببت أن أعرف فخلقت الخلق:

فعندما خلقنا الله جل وعلا زرع في نفوسنا مشاعر طيبة حول الإيمان به فدلّنا على ذاته بذاته وأرشدنا نحوه عبر القوى التي خلقها بداخلنا والتي من شأنها أن ترشدنا إليه في جميع الأحوال، وإلى هذا يشير تعالى بقوله(ولكنّ الله حبّب إليكم الإيمان وزيّنه في قلوبكم)

وفي بيان أصل الإيمان وحقيقته قال علي: الإيمان أصل الحق والحق سبيل الهدى: وقال: بالإيمان يُستدَل على الصالحات وبالصالحات يستدل على الإيمان: وقال: الإيمان شجرة أصلها اليقين وفرعها التقى ونورها الحياء وثمرها السخاء: وهناك فرق بين الإيمان والإسلام، والمطلوب منا هو أن نكون مؤمنين لأن الإيمان شامل للإسلام ولا عكس، ولذا نجد القرآن الكريم يرد على الأعراب دعواهم الإيمان فيقول(قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) ولذا يمكن القول بأن كل مؤمن مسلم وليس كل مسلم مؤمناً، ونحن يجب علينا أن نميز بين الأمرين لأنه قد يكون جوهر الإنسان كفراً وعناداً وظاهره إسلاماً كما كان حال أبي سفيان عندما فتح الله مكة على يد الرسول والمؤمنين، لأن الإيمان ما احتل القلب وأضاء فيه الأنوار الملكوتية، ولذا قال علي: قال لي رسول الله يا علي أكتب، فقلت ما أكتب؟ فقال أكتب بسم الله الرحمن الرحيم الإيمان ما وَقَر في القلوب وصدّقته الأعمال والإسلام ما جرى على اللسان وحَلّت به المُناكحة: ويقول الباقر: الإيمان ما كان في القلب والإسلام ما عليه التناكح والتوارث وحُقنت به الدماء والإيمان يَشرَك الإسلام والإسلام لا يَشرَك الإيمان:

وقال: الإيمان إقرار وعمل والإسلام إقرار بلا عمل: وقال الصادق: إن الإيمان ما وَقر في القلب والإسلام ما عليه المناكح والمواريث وحقنُ الدماء: وقال: دين الله إسمه الإسلام وهو دين الله قبل أن تكونوا حيث كنتم وبعد أن تكونوا فمن أقر بدين الله فهو مسلم ومن عمل بما أمر الله عز وجل فهو مؤمن:

الشيخ علي فقيه

الشيخ علي الفقيه

قال سبحانه( واذكر ربك حتى يأتيك اليقين) إن ذكر الله عز وجل لا ينحصر بجارحة اللسان بل يجب أن ينبع من صميم القلب وتترجمه الطاعة الصادقة التي تتحقق بفعل الواجب والمستحب وبترك كافة المحرمات جعلنا الله واياكم من الذاكرين العابدين الصادقين الشيخ علي فقيه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى