أُخْلاقُ المُسْلِم

أَخْلاقُ المُسْلِم

حقيقة الإيمان

 

 

حقيقة الإيمان

 

الإيمان بالله تعالى له حقيقة واحدة وهي الإخلاص بالنية والتوجه والعمل، بمعنى أن يكون العمل مصدِّقاً لما ارتكز في القلب وموافقاً له، فإذا كان المظهر مخالفاً للجوهر كان في هذا النوع من الإيمان خلل يجب استدراكه وتصحيحه قبل فوات الأوان، والإيمان أمر يجب أن يعمل الإنسان على اكتسابه وتتويجه بالعمل الحافظ له إذ أنه لا يحصل بمجرد التمني والإدّعاء الفارغ، وقد استفاضت الأحاديث في بيان حقيقة الإيمان فقال(ص) ليس الإيمان بالتحلي ولا بالتمني ولكنّ الإيمان ما خَلَص في القلب وصدّقه الأعمال: وقال: الإيمان معرفة بالقلب وقول باللسان وعمل بالأركان: وهذا الحديث الشريف يوضّح لنا حقيقة الإيمان أكثر لأنه عبارة عن مجموعةٍ من الأمور التي بمجموعها تكوّن الإيمان، الأمر الأول: أن تعرف ربك بقلبك عبر أنوار الإيمان المودعة في قلب كل إنسان، الأمر الثاني: أن تدخل إلى الإسلام فتقر بلسانك أن الله واحد لا شريك له وأن محمداً رسوله، الأمر الثالث: أن تلتزم بما يفرضه عليك الإيمان من واجبات وفرائض بمعنى أن تقوم بكل واجب وتترك كل محرم، ومثل ذلك ما ورد عن الإمام الرضا: الإيمان عَقدٌ بالقلب ولفظٌ باللسان وعملٌ بالجوارح: وقد ذكر النبي وآله ما تكوّن منها الإيمان وما يتقوّم به، وإليكم بعض الأحاديث الواردة في هذا الشأن:

قال(ص) الإيمان نصفان فنصفٌ في الصبر ونصف في الشكر: وقال: الإيمان عفيف عن المحارم عفيف عن المطامع: وقال(ص) ثلاث من الإيمان، الإنفاق في الإقتار وبذل السلام للعالَم والإنصاف من نفسك:  وقال علي: الإيمان إخلاص العمل: وقال: الإيمان صبر في البلاء وشكرٌ في الرخاء: وقال: رأس الإيمان الصدق: وقال الباقر: بينا رسول الله في بعض أسفاره إذ لقيه ركبٌ فقالوا السلام عليك يا رسول الله فقال: ما أنتم؟ قالوا نحن مؤمنون، قال: فما حقيقة إيمانكم؟ قالوا: الرضا بقضاء الله والتسليم لأمر الله والتفويض إلى الله تعالى فقال: علماء حكماء كادوا أن يكونوا من الحكمة أنبياءَ فإن كنتم صادقين فلا تَبنوا ما لا تسكنون ولا تجمعوا ما لا تأكلون واتقوا الله الذي إليه تُرجعون: ويقول الصادق: لا يبلغ أحدكم حقيقة الإيمان حتى يحب أبعد الخلق منه في الله ويبغض أقرب الخلق منه في الله: ويقول علي: لا يَصدُقُ إيمان عبدٍ حتى يكون بما في يد الله سبحانه أوثقَ منه بما في يده: ويقول الصادق: إعلموا أنه لن يؤمن عبد من عبيده حتى يرضى عن الله فيما صنع الله إليه وصنع به على ما أحبَّ وكرِه:

الشيخ علي فقيه

الشيخ علي الفقيه

قال سبحانه( واذكر ربك حتى يأتيك اليقين) إن ذكر الله عز وجل لا ينحصر بجارحة اللسان بل يجب أن ينبع من صميم القلب وتترجمه الطاعة الصادقة التي تتحقق بفعل الواجب والمستحب وبترك كافة المحرمات جعلنا الله واياكم من الذاكرين العابدين الصادقين الشيخ علي فقيه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى