
المواجهات بين الرُسل والوثنيين
قال سبحانه حاكياً عن إبراهيم(ع) (قال أتعبدون ما تنحتون، والله خلقكم وما تعملون)
منذ تاريخ غير معلوم أوجد الله مخلوقات عاقلة من العدم لكي يعرفوه ويطيعوه ويعبدوه ولا يشركوت به شيئاً.
منذ آلاف السنين نشأت البشرية على عبادة الله الواحد القهار، وقد كانت الوحدانية هي المنتشرة بين الناس من دون منازع.
لقد كان هذا المعتقد سائداً في المجتمعات وسالماً من المداخيل الشيطانية مدة من الزمن.
ولكن هذا الوضع الذي كان قائماً على الوحدانية لم يستقر ولم يبق على حاله بسبب نشوء الوثنية التي ولدت في قبيلة ثم أخذت تنتشر شيئاً فشيئاً حتى اقتحمت المجتمع البشري كله وسيطرت على أصحاب النفوس المريضة والأرواح المنحطة والعقول الضعيفة التي كانت تخضع وتركع أمام أية ظاهرة جديدة.
ولم يكن سبب هذا الخضوع في البداية خوفاً لأن الوثنية في بدايتها لم تكن قوية ومخيفة بل على العكس فلقد كانت ضعيفة جداً لا تصمد أمام أية مواجهة من قبل مجموعة صغيرة من الناس.
وإذا كانت الوثنية آنذاك بهذا الحجم من الضعف والوهن والخلل فما هي العوامل التي ساعدت هذا المعتقد الشيطاني على الإستمرار والتكاثر بهذا الشكل المخيف؟
يمكن لنا أن نستنتج لذلك عدة عوامل:
العامل الأول
إستهتار جهة كبرى في مقابل اهتمام جهة قليلة.
لقد ووجهت تلك الظاهرة باستهتار الغالبية من الناس لعدم إدراكهم لما سوف ينتج عن هذه الحالة الشاذة التي خرجت على قوانين الرسالات السماوية كلها.
وإما أن يكون هذا الإستهتار نابعاً من منطلق الفهم الخاطئ للحرية، ولا يوجد في الأديان السماوية والقوانين الإلهية شيئ إسمه(الحرية المطلق) لا يوجد في المنطق الديني العام مسلك بهذا العنوان، وإنما ورد هذا العنوان مشروطاً، ولا نريد أن نذكر تلك الشروط هنا كيلا نخرج عن صلب البحث، ولكننا نؤكد على وجود قيود في الحريات.
ويمكن للإنسان فيما بينه وبين نفسه أن يدرك تلك القيود من دون اللجوء إلى الكتب السماوية لأنه مفطور على الشعور بالمسؤولية تجاه ما يقول ويفعل.
وقد استغل المعنيون بالوثنية هذا الإستهتار لنشر معتقداتهم أو بمعنى آخر لنشر ما قامت عليه مصالحهم الخاصة، ولكنهم لو وجدوا من الأساس من يقف في وجوههم لما استمرت تلك الظاهرة ولما استقرت ساعات بعد المواجهة.
لم يلقوا معارضة سوى من الأنبياء الذين كانوا يشكلون مع أتباعهم القلة القليلة التي لا تخيف الآخرين ولا تؤثر فيهم شيئاً.
وقد أشار القرآن المجيد إلى هذه الحالة التي كان عليها الأنبياء وإلى نظرة الوثنيين إلى أتباعهم حيث قال القرآن حاكياً عن تلك الحالة(ما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا) وفي آية ثانية(قالوا أنؤمن لك واتبعك الأرذ
لون)
ولعلهم لم يقصدوا بالرذيل ما نفهمه نحن اليوم من هذا اللفظ وإنما قصدوا به الضعف والفقر ولعلهم قصدوا معنى الخروج عن العقيدة حيث كانت أنفسهم تستعظم خروج واحد منهم عن الوثنية وهم يظهرون التعجب من هذا الفعل الذي كانوا يرونه بعيداً عن الواقع إذ كيف يعبد الإنسان رباً لا يراه بعينه ولا يسمع صوته بأذنه.
العامل الثاني
إختيار العبادات السهلة:
من الطبائع التي نشأ عليها الإنسان واستسلم لها في حياته هي اختيار الأمور السهلة رغم علمه بأن اختيارها سوف ينعكس عليه سلباً في المستقبل، ونعني بالمستقبل المستقبل المرتبط بعمر الإنسان في هذه الحياة، والمستقبل الأخروي الذي نعني به يوم الحساب.
فهناك أمور سهلة فرضها علينا الله عز وجل وهي تحمل من المنفعة لنا ما يمكن أن ندركه بعقولنا، كالصلاة والدعاء وقراءة القرآن والتصدق على الفقراء بالميسور.
وهناك فرائض تحمل نسبة معينة من الصعوبة وهي تتفاوت بين أمر وأمر، فالصوم من الأمور الصعبة نسبياً على بعض الناس ممن لا يطيقون تحمل الجوع وألم العطش، والصعوبة في هذه الفريضة مرتبطة بالمناخ الجوي لأن الصوم قد يحصل في فصل الصيف وقد يأتي في فصل الشتاء، وهذا الأمر مرتبط بالمراحل الزمنية وذلك لكون شهر رمضان من الأشهر القمرية التي تقل بمجموعها عن الأشهر الشمسية ما يقرب من عشرة أيام في السنة وهذا هو السبب في اختلاف نسبة الصعوبة بين صوم وصوم.
وهناك فرائض أكثر صعوبة وأعظم مشقة من الصوم كفريضة الحج التي فرضها الله تعالى على المستطيع من ناحية الكلفة المالية والطاقة الجسدية والظروف الملائمة حيث قد تتحقق القدرة المالية والجسدية ولكنه قد يعجز عن تأدية هذه الفريضة لظروف أمنية أو نتيجة لإجراءات معينة تتخذها الجهات القيمة على الأماكن المقدسة موضع هذه الفريضة.
وهناك فرائض تصل نسبة الصعوبة فيها إلى أن يبذل الإنسان ماله ونفسه وولده في سبيل الله تعالى كفريضة الجهاد.
ونفس ما طرحناه حول الفرائض السابقة نطرحه هنا لأن الجهاد لا يعني الموت دائماً إذ قد يجاهد الإنسان في سبيل الله ويرجع إلى أهله ووطنه سالماً كما كان حال النبي(ص) والمسلمين عندما كانوا يخوضون المعارك في سبيل الله فمنهم من ينال شرف الشهادة ومنهم من كان يرجع إلى دياره سالماً وغانماً.
ويجب أن نضع نصب أعيننا أن الله سبحانه قد فرض علينا جميع الواجبات ضمن القانون العادل الذي يحكي عنه الله في القرآن بقوله(لا يكلف الله نفساً إلا وسعها)
إذن.. هناك فرائض تتطلب بعض الصعوبات وفرائض تترجم بكل بساطة وسهولة، وفي كل الأحوال يجب على المرء أن يخضع لأوامر خالقه مهما كانت نسبة الصعوبة عالية وكبيرة فإن سعادة الإنسان قد تكون متوقفة على الصعوبة في بعض الأحيان.
فموضوع السهولة أو الصعوبة لا يحدده الإنسان وإنما يحدده الخالق سبحانه وتعالى.
وأما الذين ساروا في ركب الوثنية وقدموها على العقيدة الصحيحة فقد حددوا أدوارهم في هذه الحياة بأنفسهم تلك الأنفس التي من طبيعتها أن تختار السهل وإن كان في هذا الإختيار خروج عن القانون السماوي الحق.
وهؤلاء(طلاب السهولة) باختيارهم للوثنية من هذا المنظار شكلوا عاملاً أساسياً في استرارية تلك العقيدة الباطلة ومدوا يد العون لمؤسسيها بطريق غير مباشر.
ونحن على اعتقاد بأن كثيراً من طلاب الإلتزامات السهلة كانوا على علم بالنتيجة التي كانت أكبر خدمة يقدمونها للوثنيين ومع ذلك أصروا على متابعة هذا الطريق المظلم الذي ينتهي بالجحيم.
ونلاحظ بأن كل الأديان السماوية تتعارض مع هذا المبدأ حيث كان لكل دين واجبات معينة تتفاوت مع باقي الواجبات في الأديان الأخرى، ولكن المبدأ الأساسي في كلامنا هنا هو معارضة الأديان لمبدأ السهولة في العبادة.
ولو لم تكن الأديان معارضة لهذا المبدأ لكان عدد الأديان على الأرض بعدد الأشخاص حيث أنه سوف يختار كل واحد منهم عبادته الخاصة التي تنسجم مع أهوائه ورغباته.
هناك التزام وانسجام بين لفظي الدين والإمتحان، ولا يمكن أن يكون هناك دين من غير امتحان وإلا لم يكن ديناً.
وقد خلق الله الإنسان من أجل الإمتحان، والإنسان هو الذي يحدد موقعه في الآخرة عن طريق الإمتحان، وبغير الإمتحان كان كل شيئ في هذا الوجود لغواً وعبثاً، والعقل بتجرده لا يقر باللغوية في الخلق.
وبناءاً على ذلك نصل إلى نتيجة تختص بالوثنية، وهي: أن الوثنية لم تخالف الأديان فحسب وإنما خالفت العقول والمشاعر والحاسيس الإنسانية.
ولم تنفرد الوثنية بهذا الشعور ولكنهم لن يسيطروا عليه فبدل أن يواجهوه بالطاعة والوحدانية راحوا يدعمونه ضد الأديان، وقد تماشى هذا الشعور مع الجميع وما زال موجوداً حتى يومنا هذا ولكن بشكل أقل حدة وعنفاً مما كان عليه في عهد الوثنية.
إن مسألة طلب السهولة في العبادة ما زال قائماً فإن كثيراً من المسلمين وغيرهم يمارسون هذا المبدأ وذلك عندما يلتزم الواحد منهم ببعض الواجبات ويهمل الواجبات المتسمة بنوع من أنواع المشقة.
مثال ذلك: شخص يصلي ويقرأ القرآن، ولكنه لا يصوم مع قدرته على الصيام وهو حاضر وصحيح الجسد.
أو كشخص يلتزم بجميع الفرائض ولا يلتزم بالفرائض التي تمس جيبه وماله فهو يطيع الله في كل شيئ إلا بموضوع الحقوق المالية المفروضة عليه.
العامل الثالث
الرغبة في تمثيل الإله
لقد أدرك الإنسان منذ وجوده وبلوغ رشده أن الخالق سبحانه وتعالى قد جعله موضعاً لبعض المسؤوليات وأن عليه الإلتزام بما يفرضه هذا الخالق العظيم حتى يتحقق الهدف من إيجاده في الحياة وهو الإقرار بالعبودية للمعبود الحقيقي.
لقد أدرك الإنسان حجم تلك المسؤولية وما يترتب من وراء استخلافه في الأرض، وبالأخص عندما بعث الله لهم الأنبياء مبشرين ومنذرين.
لقد قارن الإنسان تلك التكاليف الموجهة إليه من قبل المعبود الحق بشهواته ورغباته فعلم أنه ينهاه عن بعض الغرائز الحياتية التي من شأنها أن تجعل الإنسان بمستوى الحيوان ففضّل هذا الإنسان أن ينزل إلى ذلك المستوى المنحط على الطاعة التي من شأنها أن ترفعه في الدنيا والآخرة.
لقد نظر صاحب النفس البهيمية الشهوية بإيعاز من الشيطان الرجيم إلى حجم الملذات التي سوف يخسرها نتيجة للإلتزام بأحكام خالقه، فراح يبحث عن معبود آخر يسمح له بممارسة أهوائه من دون قيود وشروط فلم يجد أمامه سوى تلك التماثيل التي لا تضر ولا تنفع ولا تبصر ولا تسمع ولا تفرض عليه واجبات وقيود ولا تنهاه عن الملذات مهما كان حجمها في عالم الإنحطاط ولا تكرمه ولا تميزه عن الحيوان ولا ترضى له الخير في دنياه وآخرته.
لقد نظر هذا المنحط إلى أحكام الخالق القدير والرب العظيم وقارنها بأحكام الوثنية فوجد بينها عدة فوارق تشجعه على اتخاذ الوثنية ديناً له في الحياة من دون أن ينظر إلى حقيقتها وإلى العاقبة الوخيمة من وراء عبادتها.
لقد أدرك هذا الإنسان فوارق كثيرة بين هذين المسلكين:
منها: أن الخالق الذي دعا الأنبياء إلى عبادته هو إله عظيم وقدير، أما الأصنام فلا تتصف بتلك الصفات الكبرى فهي لا تخيف كما يخيف الخالق.
ومنها: أن هذا الخالق له حقوق كثيرة على المخلوق، وعلى المخلوق أن يؤدي تلك الحقوق على أكمل وجه، وهذا يعني أن يتخلى الإنسان عن كثير من الشهوات والملذات.
ومنها: أنه يستطيع أن يسيطر على الأوثان فيحطمها متى شاء ويضعها في الموضع الذي يريد ويغير أشكاله وألوانه بالطرق التي يراها مناسبة، ولا يستطيع أن يقوم بشيئ من ذلك مع الخالق القدير.
ولا شك بأن هناك أسباباً خاصة لدى الوثنيين منها ما صرحوا به ومنها ما أخفوه عن البشر.
ومهما كانت الأهداف لديهم، ومهما كانت أنواع الظروف التي أحاطت بهم فلقد كان اعتناقهم للوثنية من العوامل المساعدة على انتشارها بهذا الشكل الفظيع في المجتمعات الشرقية والغربية.
لقد حقق هؤلاء رغباتهم الخاصة وكان بإمكانهم أن يحققوها بغير هذا الطريق، ولكنهم وجدوا فيه نافذة لتبرير جرائمهم وظنوا بأن تلك التبريرات سوف تشفع لعهم، وقد وجدوا كل أنبياء الله بالرد المشهور الذي لا يسمن ولايغني عنهم من الله شيئاً: هذا ما وجدنا عليه آباءنا:
ولكن الأديان السماوية لم تتنح جانباً تجاه هذا الرد الذي كان الحجة الكبرى للوثنيين وإنما دفعوا هذا الرد بما أشار إليه الله تعالى في القرآن الكريم حيث قال(أو لو كان آباؤهم لا يعقلون شيئاً)
حتى لو كان آباؤكم من أهل الضلال فأنتم تتبعون ضلالهم وطغيانهم وعماهم.
العامل الرابع
إستغلال الحكام لهذه الظاهرة
منذ أقدم العهود كان للحكام أدوار بارزة في جميع شؤون البشر، ولم تقتصر تلك الأدوار على السياسة والإقتصاد والحروب وغيرها من شؤون السلطة، وإنما استعملوا سلطاتهم في الشؤون الدينية مع أنها الشأن الوحيد الذي لا يحق للحكام وغيرهم أن يتدخلوا به.
وكما كان للناس العديين شؤون في اختيار بعض الأديان فكذلك كان للحكام شؤون ومطامع ومصالح لا يمكن أن يحققوها لأنفسهم إلا من خلال الأديان.
كان أحدهم إذا وجد مصلحته في معتقد معيّن فرضه على أفراد رعيته وإن كان معتقداً بعيداً عن الحق والصواب.
وقد ذكر التاريخ آلافاً من تلك النماذج التي كان لها الدور الأبرز في نشر المعتقدات الفاسدة بين الناس، ولكننا نكتفي بذكر بضع نماذج من عهود مختلفة لندرك من خلال هذه النماذج التشابه بين ممارسات الحكام تجاه الأديان وكيف استغلوا المشاعر الدينية للوصول إلى أهدافهم وكيف أنهم كانوا العامل الأبرز في انتشار العبادات الفاسدة بين الناس بيد أن بعضهم ادعى الربوبية لنفسه وكان ذلك ألعن من الوثنية المعهودة.
النموذج الأول: نمرود بن كنعان.
وهو من الحكام الذين دعموا الوثنية واستغلوا جبروتهم لفرضها على الناس، وقد كان له دور بارز في انتشار الوثنية لأنها كانت منسجمة مع مصالحه، ولعله كان المستفيد الأكبر من إيرادات صناعة الأصنام لأنها كانت تشكل المحور الأساسي في الإقتصاد آنذاك.
النموذج الثاني: فرعون.
ولقد شكل هذا الحاكم الظالم بنفسه وثنية مختلفة حيث شغل كثيراً من الناس عن عبادة التماثيل وفرض عليهم عبادته حيث ادعى أنه الرب بلا منازع، وقد كانت التماثيل في عهده على صورته حيث أمر النحاتين بصناعة تماثيل خاصة به لتوضع في البيوت فضلاً عن الأماكن العامة، وقد وسّع بذلك رقعة انتشار الوثنية لأنه زاد في تماثيلها تماثيل أخرى.
النموذج الثالث: وثنيوا العرب.
لقد بلغت الوثنية ذروة مجدها في العصر الجاهلي وأحكمت سيطرتها على شبه الجزيرة قبيل مبعث النبي الأعظم(ص) بحيث لم يخل بيت أو مكان عام أو متجر من عدة تماثيل لأنها كانت التجارة السائدة في ذلك العهد فهي كانت تشكل لهم مسألة اقتصادية أكثر كونها مسألة عقائدية.
وفي مقدمة هؤلاء وثنيوا مكة ومنهم أبو سفيان الذي استمات في سبيل استمرار الوثنية لأنه كان يرى أن وجوده وحياته متوقفات عليها، ولأجل ذلك كان أكثر تعصباً لها من غيره.
النموذج الرابع: معاوية وولده يزيد.
وقد شكل هذان الشخصان نوعاً جديداً من الوثنية وذلك عندما حطم رسول الله(ص) أوثانهم فرأوا أن الوثنية الظاهرة لم تعد نافعة لهم فاختاروا لها ثوباً جديداً.
فبعد ظهور الإسلام وسيطرته على الموقف سحقت الوثنية من شبه الجزيرة بشكل تام بحيث أصبحت عبادة محظورة فلم يعد من مصلحة الحكام وأصحاب المطامع أن يروجوا لتلك العبادة المسحوقة والمنبوذة فرأوا أن الوسيلة الوحيدة لاستمرار الوثنية هي إعلان الإسلام ظاهراً وقد كان هذا النوع من الوثنية من أخطر الأنواع على الإطلاق.
العامل الخامس
الحالة الإقتصادية
كل إنسان في هذه الحياة يسعى وراء طلب الرزق، وقد أمر الله عز وجل عباده بالسعي خلف الرزق الحلال وقد جعل لهذا النوع من الرزق طرقاً كثيرة كيلا سكون للإنسان حجة حول هذا الأمر.
فمنهم من التزم هذا القانون الشريف وأكل لقمته من الحلال وتحمل المرارات من أجل كسبه وفضّل أن يموت جوعاً قبل أن يدخل إلى بطنه ناراً، ومنهم من أعمت بطنه بصيرته فراح يدخل فيها أشكالاً وأنواعاً من دون أن يراعي الحلال والحرام في ذلك لأن همه كان منصباً على الإشباع مهما كانت الوسيلة.
وكما كان للرزق الحلال طرق وأبواب فكذلك كان للرزق الحرام مثل ذلك.
ولم تكن وسائل طلب الحرام واحدة وإنما كان بعضها أشد قبحاً من البعض الآخر، فالذي يأكل رغيفاً بغير إذن صاحبه غير الذي يعتاش من السحت، والذي يكسب عن طريق السحت غير الذي يدفعه طلب العيش إلى قتل شخص أو أشخاص.
إن طلب الرزق بالوجه المحرم له طرق كثيرة ووسائل عديدة ولكن أقبح أنواعه هو الإسترزاق عن طريق المعتقدات الفاسدة بحيث يروج للعبادات الباطلة من أجل الحصول على المال كما صنع آزر عندما أيقن بصدق إبراهيم ولكنه أصر على الوثنية لأنها كانت تشكل له مصدر رزق وافر.
ولو أننا دققنا قليلاً بتاريخ الإقتصاد في العهود الوثنية لوجدنا أن الدوافع الأساسية للإهتمام بتلك العقيدة هو المال وليس الإعتقاد بربوبية الأصنام وقد كان أكثر الوثنيين على علم بهذه الحقيقة ولكنهم تابعوا الطريق ليجمعوا أكبر كمية من المال من أجل منافسة الأغنياء لأن السياسية الفعالة التي كانت سائدة في الماضي هي السياسة المالية والإقتصادية لأنهم كانوا يعملون على قاعدة من يملك المال يملك القرار.
كما هو حالنا اليوم فإن الذي يملك المال يملك السلطة والقانون فلا أحد يستطيع أن يرده عن غيه وجرائمه ولا يقدر أحد على محاسبته ومنعه عن بعض الممارسات التي تضر بالشعب كله.
لقد كان أولئك يجمعون المال باسم الوثنية عن طريق صناعة الأصنام وبيعها أما بعض الرجال في أيامنا فإنهم يجمعون الثروات الطائلة باسم الوطنية والقانون، وإذا وقفت في وجه أحدهم تصبح أنت المجرم في نظر القانون وأنت الذي تشكل خطراً على البلد.
وما زال التاريخ يعيد نفسه وسوف يبقى يعيد نفسه إلى آخر لحظة من عمر الحياة فلم يتغير سوى التاريخ الزمني وصور الأشخاص، أما الوسائل والأهداف فما زالت على حالها بل أصبح الحال في هذه الأوقات أخطر مما كان عليه في الماضي.
فكما روّج الحكام للوثنية من اجل مصالحهم فكذلك التجار وأصحاب الثروات فهم أصحاب القرار وبيدهم أن يثبتوا ما يشاؤون من العقائد أو يلغوا ما لم يرغبوا به.
ومن البديهي جداً أن تكون التجارة من العوامل الأساسية في ترويج الوثنية.
وهناك عوامل كثيرة كان لها أدوار كبيرة في نشر الوثنية في القبائل والمجتمعات حيث كان لأصحاب المطامع أساليب خاصة في جلب الناس إلى هذا المعتقد الفاسد عبر الترغيب تارة والترهيب تارة أخرى.
مواجهة الوثنيين بالأدلة العقلية
قبل أن يستعمل الأنبياء(ع) وسيلة الإعجاز في إقناع الوثنيين ببطلان الوثنية إستعملوا معهم المنطق العقلي الذي يوازي ببراهينه قوة المعجزة لأنه بحد ذاته من المعجزات الكبرى في هذا الوجود.
ولأجل ذلك أمكن لنا القول بأن الذي ينكر ما يقبله العقل لن تؤثر فيه المعجزات التي يراها بعينه ويلمسها بيده.
ولا يعني ذلك قصور الدليل العقلي عن الإقناع وإنما يعني العناد في الطرف المنكر فإن هناك فرقاً كبيراً بين من لم يؤمن وبين المعاند فإن الأول يقنعه الدليل العقلي كما يقنعه الإعجاز، أما الثاني فلن تقنعه المعجزة فضلاً عن الدليل العقلي.
هذا هو الوضع الذي كان سائداً في المجتمع الوثني الذي اختار الوثنية وجعلها وسيلة لنيل بعض الأهداف المنحطة ولم يخترها كعقيدة صحيحة في نظره على الأغلب.
وعبر عشرات القرون قبل المبعث النبوي الشريف أدلى أنبياء الله(ع) بالعديد من الأدلة العقلية التي من شأنها أن تقنع كل ذي عقل، وذلك في مناسبات كثيرة ومواضع مختلفة من هذه الأرض، ولكن عندما لم يخضع الوثنيون أمام أدلة العقل لجأ الأنبياء والرسل إلى استعمال المعجزة بقدرة الله سبحانه وهي الورقة الأخيرة التي يكشفها النبي كدليل على صدق دعواه.
ونلاحظ عبر النصوص القرآنية أن أغلبية الناس كانوا يضعفون أمام المعجزة ويقرون بصدق الأنبياء، فمنهم من استمر على الإيمان ومنهم من استحوذ الشيطان على قلبه مرة أخرى فأعاده إلى ما كان عليه من عبادة الأوثان.
وأبرز شاهد على هذا البحث هو ما جرى بين خليل الله إبراهيم(ع) والملك النمرود الذي أراد أن يبين لقومه عجز إبراهيم عن مواجهته فاجتمع بإبراهيم وحاول أن يحرجه ببعض الأسئلة، ثم راح النمرود يسألأ إبراهيم عن ربه فقال إبراهيم إن الله يحيي ويميت فادعى النمرود أنه قادر على ذلك لأنه يستطيع أن يقتل من يشاء ويعفو عمن يشاء وبهذه الطريقة يكون قد أحيا وأمات وإن هذا الإدعاء أوهن من بيت العنكبوت ولكن إبراهيم تماشى معه بالحكمة إلى النهاية حتى قال(ع) إن الله يأتي بالشمس من المشرق فإت بها من المغرب.
فعجز النمرود عن الإجابة لأنه بطبيعة الحال عاجز عن تحقيق ذلك فهو بيد الله القادر على كل شيئ.
وعندما رأى النمرود أن إبراهيم قد أضحى حليف النصر أمر بقتله كيلا يؤثر كلامه في أحد من القوم وبهذه الطريقة تسلم الوثنية من الدين الحنيف.
نحن لا نشك بأن كثيراً من الناس قد أعجبوا بكلام إبراهيم وأدركوا أنه نبي من أنبياء الله ولكنهم لم يجرؤوا على فعل شيئ خوفاً من النمرود.
لقد استطاع إبراهيم الخليل(ع) أن يزلزل المعتقد الوثني في عقول الوثنيين ولكن الظروف التي كانت محيطة بهم شكلت حائلاً بينهم وبين إعلان البراءة من الوثنية، والدليل على ذلك هو ما حصل بعد انهزام النمرود أمام قدرة الله تعالى حيث استطاع كثير ممن كانوا على الوثنية أن يعلنوا إيمانهم بإبراهيم.
إن الدليل العقلي ذو أثر كبير على عقول الناس ولكنه يمكن لبعضهم أن ينقض الدليل العقلي بكلام معسول كما حصل مع كثير من أنبياء الله ولكنهم لم يستطيعوا أن يواجهوا المعجزة لأنهم مهما قالوا فلن يكذبوا ما رأته أعين الناس ولأجل ذلك كان الأنبياء بعد المعجزات يتعرضون للقتل من قبل الحكام الظلمة.
وقد أشار القرآن الكريم بشكل صريح إلى فحوى هذا الدليل العقلي الذي أبداه إبراهيم أمام النمرود وكان له الأثر الأكبر على إسقاط الوثنية في عهده فقال تعالى(ألم تر إلى الذي حاجّ إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت قال أنا أحيي وأميت قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فات بها من المغرب فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين)
دور المعجزة في إبطال الوثنية
لا يشك عاقل بأن نفوس الملايين عبر مئات السنين قد أشربت الوثنية وأن كل جيل لاحق كان يقتدي بالسابق فيتخذ الوثنية معتقداً له في هذه الحياة.
إن الذين اعتقدوا بالوثنية عبر آلاف السنين فنشؤوا عليها وعاشوا فيها من الصعب جداً أن يتخلوا عن هذا المبدأ بسهولة أو لمجرد أن يطعن أحد الناس في معتقدهم.
لأجل ذلك كان لا بد من أدلة قاطعة وبراهين واضحة تتكفل بإبطال هذه العبادة.
وقد تحدثنا في البحث السابق حول دور العقل في إبطال الوثنية وقلنا بأن الدليل العقلي لوحده لا يمكن أن ينقل الوثنيين كلهم من حالتهم إلى حالة أخرى إلا عن طريق المعجزة لأنها الدواء الفعال للقضاء على هذا الوباء الذي بات منتشراً بشكل مخيف.
والله سبحانه يجري على أيدي أنبيائه ما يتكفل بإقناع الناس بحيث تكون المعجزات حججاً لا ينفع معها عذر.
ولا يمكن أن ينكر المعجزة إلا معاند حيث لا يوجد في الوجود ما يدفع به العناد بعد المعجزة سوى الهلاك الذي لا ينفع بعده العذر والندم كما حصل لكثير من الأقوام الذين أنزل الله عليهم العذاب بسبب عنادهم كقوم لوط وقوم صالح وفرعون وأتباعه.
يمكن للإنسان أن يواجه القول والمنطق السليم بالكذب إما لعناده وإما لعدم فهمه ولكنه لا يمكن أن يكذب المعجزة تلك الأداة التي يفهمها الكبير والصغير والعالم والجاهل على حد سواء.
لماذا لا يمكن أن ننكر المعجزة ونكذبها؟ لأنها الأمر الذي يخرق نواميس الطبيعة وقوانينها وأنظمتها.
فقد يقف الكافر أو المعاند في وجه النبي ويعارضه بالكذب، ولكن عندما يحيي النبي ميتاً أو ينزل مائدة من السماء أو يخرج من الجبل ناقة كبيرة أو يحول العصا إلى ثعبان يسعى أو يفلق البحر بالعصا فلا يمكن لأي منكر أو مكذب أن يعلرض ذلك لأنه إن عارض المعجزة فسوف يعارض الناس قوله حيث رأوا بأم أعينهم ما قد أحدثه النبي في قانون الطبيعة.
وإن أعظم دليل على دور المعجزة في إبطال الوثنية هو ما حدث على يد نبي الله موسى(ع) عندما سجد أمامه السحرة حيث أنهم يميزون السحر عن المعجزة لأنهم أهل الخبرة في ذلك.
ولا شك بأن المعجزة أقوى سلاح في وجوه المعاندين وأهل الضلال وإن كل الذين أنكروا المعجزات سوف يعاقبهم الله عقاباً شديداً لأنهم افتروا على الله وأنبيائه وحاولوا أن يشككوا الناس بالله بعد إيمانهم به.
الأصنام
هدف أم وسيلة
قبل أن نجيب على هذا السؤال ينبغي أن نذكر سبب صناعتها لأنها في البداية لم تصنع من أجل العبادة وإنما صنعت لغاية أخرى سوف نذكرها في بحث لاحق.
وقبل أن يدور البحث حول كونها هدفاً أو وسيلة لا بد لنا أن نتوقف عند حقيقتها.
ما هي حقيقة الأصنام وإلى أي شيئ ترمز؟
لا ترمز الأصنام إلى مبادئ دينية كما قد يتوهم بعض الناس وإنما هي عبارة عن صور يصورها بعض الفنانين بأشكال مختلفة وبعد ذلك راح الوثنيون يرمزون ببعض الأشكال إلى كون هذا إله الرحمة وذلك إله العذاب والثالث إله المحبة وهكذا..
وأما حقيقتها فهي عبارة عن مواد من الجماد لأنها مصنوعة إما من الحجر أو الحديد او الخشب وقل من يصنعها من التمر والزبيب.
ولو أننا بحثنا عن جوهر حقيقتها لما وصلنا سوى إلى الوهم والضلال.
بعد ذكر حقيقة الأصنام التي هي عصارةأفكار الفنانين والنحاتين أمكن لنا أن نجيب على السؤال المطروح: هل الأصنام هدف أو وسيلة:
في بادئ الأمر كانت هدفاً لأن الناس كانوا يعبدونها بما هي حجر أو خشب، ثم بعد ذلك أصبحت وسيلة، وفي كلا الحالتين فإن الوثنية أمر قبيح.
والسؤال الذي يطرح هنا: كيف تحولت من هدف إلى وسيلة مع أنها لو كانت آلهة لما حدث هذا التحول؟
يمكن لنا من خلال هذا السؤال أن نستوحي جزءاً من الجواب وإن من فهم حقيقة الأصنام استطاع أن يدرك الجواب على السؤال المطروح.
في بداية الوثنية كانت عبادة رائجة ومنتشرة وأمراً جديداً على الناس ولأجل ذلك لقيت الوثنية في البداية ترحيباً وقبولاً من الأغلبية الساحقة، ولكنه عندما واجه الأنبياء تلك الظاهرة وأثبتوا بطلانها عن طريق العقل والإعجاز راحت تختل شيئاً فشيئاً في نفوس الناس إذ كيف نغبد ما صنعته أيدينا؟ كيف نعبد حجراً وخشباً ونحن أفضل منهما؟ هذا ما زرعه الأنبياء في عقول الناس.
أمام هذه الصحوة لم يجد القيمون على الوثنية أمامهم سوى التخفيف من حدة اعتقادهم وإلا فإن بقي التشدد على حاله فسوف تسقط الوثنية أمام تعاليم الأنبياء.
فغيروا الفكرة الأساسية التي استمر الناس عليها آلاف السنين حيث كانوا يعبدون الأصنام بما هي أصنام، وعدلوا عن هذا المبدأ إلى مبدأ آخر أقل حدة من الأول وهو أن الأصنام عبارة عن وسائل تربطهم بالخالق، فادعوا أنهم يعبدونها حتى تقربهم من الله زلفى.
وهذا هو عين الشرك الذي يرفضه المنطق الإسلامي القائم على التوحيد.
فلو كانت الوثنية على حق لما تنازل القيمون عليها ببند واحد من بنود معتقداتهم ولكنها بما أنها وهم وكذب فقد كان هؤلاء مستعدين للتضحية في كل الوثنية مقابل مصالحهم.
كثرة الأصنام سبب في سقوط الوثنية
قال تعالى(قل لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا)
لو كان في تعدد الآلهة خير لاتخذ اللله لنفسه شركاء ولكن الشراكة في الأغلب تكون سبباً في تدمير المواقف والمبادئ والمؤسسات.
لو كان هناك إلاهان لحدث خلل في الموجودات نتيجة لتعدد الآراء والرغبات إذ قد يرغب الأول في فعل شيئ لا يرغب فيه الثاني، وهنا سوف تقع المشاجرة ويحدث خلاف بينهما وتنعكس آثاره على الخلق.
ولكن بما أن النظام التكويني للأشياء واحد منذ القدم ولم يحدث أي تبديل ولم يطرأ أي تغيير أدرك العقلاء بأن الخالق والمدبر والمنظم واحد، ومن هنا قيل: إن وحدة المخلوقات دليل على وحدة الخالق:
ولو كانت الأصنام آلهة كما يدعون لأصبح الوجود مجموعة من المتناثرات التي لا توحي بشيئ وكتلة من المتناقضات لا يجمعها شيء.
إن للوجود لوناً واحداً في أنظمته وقوانينه، ولو كانت الأصنام آلهة لاتخذت الموجودات ألواناً بعدد الآلهة وهذا من آخر المستحيلات لأن الواقع الذي نشهده من وحدة الموجودات ودقة أنظمتها تدل على عكس معتقدات الوثنيين تلك المعتقدات الباطلة بالضرورة العقلية لأن أول دليل على بطلانها هو أن الأصنام مخلوقة، وليست من المخلوقات ذات الشأن وإنما من المخلوقات الحقيرة التي خلقت موادها لخدمة الإنسان وحاجاته.
لقد أوقع الوثنيون أنفسهم في بحور عميقة من الحيرة كان من المستحيل أن ينقذوا أنفسهم منها إلا بالإيمان الصحيح حيث وصل عدد الأصنام لديهم إلى درجة لم يعد بإمكان الأفراد والجماعات أن يحصوا لها عدداً.
لقد صنعوا لكل حالة من حالات البشر إلهاً أو آلهة متعددة فاحتار الأفراد في أمرها، إلى أي واحد منها يرجعون وممن يطلبون حوائجهم، ومن هو الأقدر والأصلح، هل هو القديم الكبير أو القديم الصغير أو الجديد الكبير أو الجديد الصغير، وهل هو صاحب هذا الشكل أم صاحب الشكل الآخر، ثم إن الذي ألغى ألوهية هذا الصنم واستبدله بصنم آخر هل هو أهل لهذا التبديل وهل كان الصنم اللاحق أفضل من الصنم السابق وقد طال ما رجع الناس إلى السابق…وهكذا مما لا قدرة لنا على حصره.
فلو نظر الوثنيون إلى نتائج هذا التعدد في الآلهة وفكروا قليلاً في عقولهم واستغنوا عن تعصباتهم التي أظلمت البصائر في داخلهم لوصلوا إلى النتيجة التي وصل إليها المؤمنون وبالأخص من كان منهم وثنياً ثم آمن بالله تعالى.
كما صنع بعض الصحابة الكرام قبل أن يؤمن بالرسول والرسالة وذلك عندما قدّم قرباناً لبناً إلى الصنم الذي كان مفضلاً لديه فوضع اللبن أمام الصنم وجلس بالقرب منه يدعو ويتوسل، بينما هو مشغول بالدعاء وإذ بثعلب أو ثعلبين يأتيان إلى وعاء اللبن ويشربانه ثم يصعد الثعلب ويجلس على رأس الصنم، هذا كله والصحابي ينظر إلى ما يحدث، وبعد قليل بال الثعلب على رأس الصنم فأعمل هذا الصحابي فكره فوصل إلى النتيجة التي كان من المفروض على الجميع أن يصلوا إليها، وقد عبّر عنها بقوله:
أرب يبول الثعلبان برأسه لقد ذل من بالت عليه الثعالب
فلو كان رباً كان يمنع نفسه ولا خير في رب نأته المطالب
برئت من الأصنام فالكل باطل وآمنت بالله الذي هو غالب.
لقد اتخذ الوثنيون ملايين الأصنام بحيث وقعوا في حيرة كبرى من أمرهم حتى اختار كثير منهم التخلي عن تلك العقيدة المتزلزلة من الأساس ولجؤوا إلى الأديان السماوية التي جاء بها الرسل والأنبياء من عند ربهم.
الشيخ علي فقيه