
صفات المؤمن في القرآن
المؤمن له صفات كثيرة تميزه عن غيره من الناس، وبيان هذه الصفات ليس الهدف منها بيان صفات المؤمن فقط وإنما الهدف منها بيانها من أجل ترغيب الناس بالإيمان ومحافظة المؤمن على هذه الخصال، وقد ذكر القرآن الكريم كثيراً من تلك الصفات لتكون عبرة وحجة على الناس في وقت واحد ولنميز نحن بين المؤمنين وغيرهم عبر تلك الخصال التي لا توجد إلا في أهل الإيمان، ففي سورة الأنفال يذكر الله تعالى خمس صفات من الصفات العليا للمؤمنين: الأولى: وهي أن المؤمن يخشع قلبه عند ذكر ربه، والثانية: أنه عندما يسمع كلام الله تعالى يزداد بها إيمانه، والثالثة: أن المؤمنين في جميع الأحوال يفوضون أمورهم إلى الله ويتوكلون عليه، والرابعة: أنهم يقيمون الصلاة مع فهمهم لمعناها وكيفية تأديتها، والخامسة أنهم ينفقون من أموالهم في سبيل الله ولا يبخلون أبداً، وهذه الصفات هي الواردة في قوله عز وجل(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ) وفي سورة التوبة يذكر القرآن العديد من تلك الصفات مع بيانٍ للنتيجة الخيّرة والنهاية الكريمة لأهل الإيمان فيقول(وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) فمن صفات الإنسان المؤمن أنه غيور على ربه وحريص على طاعته فهو يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر من أجل الله، وهو مطيع لله عز وجل مهما كانت ظروفه صعبة وأوضاعه قاسية، وفي سورة المؤمنون يكشف القرآن عن أكثر من صفة يجب أن يتحلى بها الإنسان المؤمن في هذه الدنيا لتكون الضمانة له في يوم الحساب وباب الرحمة وسبب النجاة من العذاب قال تعالى(قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ) والعلامات التي ذُكرت هنا هي: أولاً الخشوع في الصلاة لأن الأجر فيها على قدر الخشوع، ثانياً: الإعراض عن اللغو الذي يبتعد عنه المؤمن، ثالثاً: إيتاء الزكاة، رابعاً حفظ الفروج من الحرام، خامساً حفظ الأمانات وأدائها إلى أهلها.
الشيخ علي فقيه



