صِلَةُ المَوْصُوْل

صِلَةُ المَوْصُوْل
يلزم أن يقع بعد الموصولات الحرفية والإسمية صلة تبيّن معناها، ويُشترط في صلة الموصول الإسمي أن تشتمل على ضمير لائقٍ بالموصول عائد عليه، فإن كان مفرداً فمفرد، أو كان مذكراً فمذكّر، أو كان غيرهما فغيرهما، مثل(جاءني الذي أكرمته) و(جاءني اللذان أكرمتهما وجاءت التي أكرمتها واللتان أكرمتهما)
وقد يكون لفظ الموصول مفرداً مذكراً، ومعناه مثنى أو مجموعاً، ففي هذه الحالة تجب مراعاة اللفظ فتقول(أعجبني مَن قام ومن قامت ومن قاما ومن قاموا)
وصلة الموصول لا تكون إلا جملة أو شبه جملة، ونعني بشبه الجملة الظرف والجار والمجرور، ويُشترط في الجملة الموصول بها ثلاثة شروط:
الشرط الأول: أن تكون جملة خبرية: لا طلبية ولا إنشائية حيث لا يصح قولك(جاءني الذي إضربْه) أو(جاءني الذي ليته قائم)
الشرط الثاني: أن تكون خالية من معنى التعجب: فلا يجوز قولك(جاءني الذي ما أحسنه)
الشرط الثالث: أن تكون غير مفتقرة إلى كلامٍ قبلها: فلا يجوز(جاءني الذي لكنه قائم) فإنها تحتاج إلى كلام قبلها، وهو(ما قعد زيدٌ لكنه قائم)
ويُشترط في شبه الجملة أن تكون تامة، والمراد بالتام هو أن يكون في الوصل به فائدة، مثل(جاء الذي عندك أو الذي في الدار) والتقدير(جاء الذي استقر عندك أو الذي استقر في الدار) ولا يجوز مثل(جاء الذي بك) فإن شبه الجملة في الجملة غير تام.
أما الألف واللام فإنها لا توصل إلا بالصفة الصريحة، والصفة الصريحة هي اسم الفاعل مثل(الضارب) واسم المفعول مثل(المضروب) أو بالصفة المشبهة مثل(الحسن الوجه)
وأما(أي) فهي مثل(ما) لا تكون إلا بلفظ واحد في المذكر والمؤنث والجمع، ولها أربعة أحوال:
أولاً: أن تُضاف ويُذكر صدر صلتها، مثل(يعجبني أيهم هو قائم)
ثانياً: أن تضاف ولا يُذكر صدر صلتها، مثل(يعجبني أيٌّ قائم)
ثالثاً: أن لا تُضاف ويُذكر صدر صلتها، مثل(يعجبني أيٌ هو قائم) وفي هذه الأحوال الثلاثة تكون معربة بالحركات، تقول(يعجبني أيُّهم، ورأيتُ أيَّهم، ومررت بأيِّهم)
رابعاً: أن تُضاف ويُحذف صدر صلتها مثل(يعجبني أيُهم قائم) ففي هذه الحالة تُبنى على الضم مطلقاً.
لكن بعض العرب أعربوا(أي) مطلقاً، أي وإن أضيفت وحُذف صدر صلتها.
وأما المواضع التي يُحذف فيها العائد على الموصول فإما أن يكون مرفوعاً أو غير مرفوع، فإن كان مرفوعاً لم يُحذف إلا إذا كان مبتدءاً وخبره مفرداً، مثل(وهو الذي في السماء إله)
وأما المبتدأ فيُحذف مع(أي) وإن لم تَطُلِ الصلة، مثل(يعجبني أيهم قائم) والتقدير(يعجبني أيهم هو قائم) ولا يُحذف صدر الصلة مع غير(أي) إلا إذا طالت الصلة، مثل(جاء الذي هو ضاربٌ زيداً) فيجوز هنا حذف(هو) أما إذا لم تكن الصلة طويلة فالحذف قليل، مثل(جاء الذي قائم) وقد جوزوا في(لاسيّما زيدٌ) إذا رُفع(زيد) أن تكون(ما) موصولة، و(زيدٌ) خبراً لمبتدأ محذوف، والتقدير(لا سيَّ الذي هو زيد) فقد حُذف العائد الذي هو المبتدأ، وهو موضعٌ حُذف فيه صدر الصلة مع غير(أي)
وشرط حذف صدر الصلة أن لا يكون ما بعده صالحاً لأن يكون صلة، كما إذا وقع بعده جملة أو شبه جملة، مثل(جاء الذي هو أبوه منطلق) فإنه لا يجوز في هذه المواضع حذف صدر الصلة، فلا تقول(جاء الذي أبوه منطلق) وتعني(الذي هو أبوه منطلق) لأن الكلام تم دونه، فلا يُدرى حينئذٍ أحُذف منه شيء أم لا، فمتى احتمل الكلام الحذ وعدمه لم يجز حذف العائد.
وشرط جواز حذف العائد أن يكون متصلاً منصوباً بفعل تام أو بوصف مثل(جاء الذي ضربته) فيجوز حذف الهاء من(ضربته) فإذا كان الضمير منفصلاً لم يجز الحذف، مثل(جاء الذي إياه ضربتَ) فلا يجوز حذف(إياه) وكذلك يمتنع الحذف إذا كان متصلاً منصوباً بغير فعل ولا وصف، مثل(جاء الذي إنه منطلق) فلا يجوز حذف الهاء، وكذلك يمتنع الحذف إذا كان منصوباً بفعل ناقص مثل(جاء الذي كأنه زيدٌ).
هذا ما كان من شأن الضمير المرفوع والمنصوب، أما الضمير المجرور: فإما أن يكون مجروراً بالإضافة أو مجروراً بالحرف، فإن كان مجروراً بالإضافة لم يُحذف إلا إذا كان مجروراً بإضافة اسم فاعل بمعنى الحال أو الإستقبال مثل(جاء الذي أنا ضاربه)-الآن أو غداً- فيمكن القول(جاء الذي أنا ضاربٌ) أما إذا كان مجروراً بغير ذلك لم يُحذف، مثل(جاء الذي أنا غلامه)
وأما إذا كان مجروراً بحرف فلا يُحذف إلا إذا دخل على الموصول حرفٌ مثله لفظاً ومعنىً واتفق العامل فيهما مادةً مثل(مررتُ بالذي مررتَ به) فيجوز القول(مررتُ بالذي مررتَ).
فإن اختلف الحرفان لم يجز الحذف، مثل(مررتُ بالذي غضبتَ عليه) فلا يجوز حذف(عليه).
ولا يجوز الحذف إذا اختلف العاملان، مثل(مررتُ بالذي فرحتُ به) فلا يجوز حذف(به).
الشيخ علي فقيه



