أُخْلاقُ المُسْلِم

أركان التوبة

أركان التوبة

 

أركان التوبة

 

يقول تعالى في سورة المائدة(فَمَن تَابَ مِن بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) وفي سورة الأنعام(وَإِذَا جَاءكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَن عَمِلَ مِنكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) وفي سورة طه(وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى) لكي تكون التوبة صادقة ومقبولة لا بد أن تظهر آثارها على التائب، وهذه الآثار هي العمل الدال على صفاء نية التائب، أما إذا تاب ولم يبرّء ذمته من أصحاب الحقوق المادية والمعنوية عليه فلا تكون توبته صحيحة لأن التوبة تقوم على أسس ودعائم وأركان وأهم أسس التوبة وأركانها العمل الصالح الذي يُعتبر الترجمة الحقيقية لما وُقِر في قلب المرء من حُسْنٍ أو سوء، أو خير أوشر، ولأجل هذا وضع الرسول إصبعه على هذه النقطة التي تتقوّم بها التوبة بل التي تُقيَّم بها سلباً أو إيجاباً فقال: التائب إذا لم يستبن عليه أثر التوبة فليس بتائب، يُرضي الخُصماء ويتواضع بين الخلق ويتّقي نفسه عن الشهوات …الخ: يعني إذا تبت لله وكان للناس عليك ديون وحقوق أنت قادر على إرجاعها ولم ترجعها فلا تكون توبتك مقبولة لأنك لم تُحقّق الشروط المطلوبة ولم تتوفر لديك أركان التوبة التي تقوم على أربعة دعائم كما ورد عن أمير المؤمنين، فالدعامة الأولى هي الندم على التفريط والعصيان الذي صدر منه، وهو وحده يعرف ما إذا كان نادماً فعلاً أو غير نادم لأن الندم أمر قلبي ليس بالضرورة أن تدل عليه المظاهر الخارجية كالتصريح بالألفاظ والحركات، ويُعتبر الندم من أهم أركان التوبة إذ لا يحل غيرُه في محله ولا يقوم مقامه حيث عُبّر عن التوبة في بعض الأحاديث بأنها نفس الندم، فعندما يقول المعصومون الندم توبة معنى هذا أن باقي الدعائم تُعتبر من الفرعيات أو الكماليات ليس أكثر لأن كل المشاعر التي يشعر بها المرء بينه وبين ربه لا علاقة لها بالأساليب الأخرى لأن الله تعالى ينظر إلى القلب أولاً ومن هنا قيل بأن الأعمال بالنيات يعني لا يكون العمل مثمراً إلا إذا كانت نية صاحبه خاصة لوجه الله الكريم، وأما الدعامة الثانية فهي أن تستغفر الله بلسانك لأن المشاعر لوحدها لا تتحقق بها العبادات التي تتكون من فعل ونية ومشاعر حيث يعتبر الدين بأن الأعمال ترجمة للإيمان بشرط أن تصدر عنه، وأما الدعامة الثالثة فهي العمل لأن التوبة تفرض على صاحبها أن يعمل صالحاً وكأنه بدأ العمل من جديد أو كأنه كُلّف بالأحكام من جديد وأما الرابعة وهي أن ينوي عدم الرجوع إلى الذنب حتى تكون توبته نصوحاً فإذا تاب وكان يحدّث نفسه بالمعصية فلا يكون ذلك توبة، ولذا قال علي: التوبة على أربعة دعائم: ندم بالقلب واستغفار باللسان وعمل بالجوارح وعَزْمُ أن لا يعود:

الشيخ علي فقيه

الشيخ علي الفقيه

قال سبحانه( واذكر ربك حتى يأتيك اليقين) إن ذكر الله عز وجل لا ينحصر بجارحة اللسان بل يجب أن ينبع من صميم القلب وتترجمه الطاعة الصادقة التي تتحقق بفعل الواجب والمستحب وبترك كافة المحرمات جعلنا الله واياكم من الذاكرين العابدين الصادقين الشيخ علي فقيه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى