أُخْلاقُ المُسْلِم

أعظم ما في الجنة

أعظم ما في الجنة

 

 

أعظم ما في الجنة

 

لو لم ترد الأخبار في القرآن والسنّة عن أوصاف الجنة وأنظمتها لما أمكن لأي فذٍ فينا أن يدرك شيئاً من حقيقتها أو ينال بفكره جزءاً من صُورِها ذلك أن الله تعالى أظهر لنا شيئاً وأخفى عنا أشياء كثيرة حتى تكون الحقيقة أفضل والنعيم بها ألذ وأمتع، ففي الجنة يوجد ما يشتهي الإنسان حتى ولو كان ما يشتهيه غريباً أو غير مألوف، أما على مستوى النعيم فلا يمكن إحصاء نعيمها لأن نعيم الجنة أكبر من نعيم الدنيا بأضعاف مضاعفة، وإذا كان الإنسان عاجزاً عن إحصاء نعم الله في الدنيا فهو بشكل أولى عاجز عن إحصاء نعمه في الجنة، فكل نعيم فيها عظيم ولكن هناك نعمة امتازت بروعتها وجوهرها عن باقي نعم الجنة وهي رضوان الله على الإنسان لأنه أعظم وأكبر من كل نعيم غيره، وإلى هذه الحقيقة يشير القرآن بقوله(وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) وقد كثرت الروايات الكاشفة عن هذا الأمر فقال علي: إن أطيب شيء في الجنة وألَذّه حبُ الله والحب في الله والحمد لله قال الله عز وجل(وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين) وذلك أنهم إذا عاينوا ما في الجنة من النعيم هاجت المحبة في قلوبهم فينادُون عند ذلك أن الحمد لله رب العالمين:

وقال زين العابدين: إذا صار أهل الجنة في الجنة ودخل وليُ الله إلى جنانه ومساكنه إن الجبار يُشرف عليهم فيقول لهم هل أنبئكم بخيرٍ مما أنتم فيه؟ فيقولون ربَّنا وأي شيء خير مما نحن فيه؟ فيقول لهم تبارك وتعالى رضايَ عنكم ومحبتي لكم خبرٌ وأعظم مما أنتم فيه:

وقال الصادق: قال الله تبارك وتعالى يا عباديَ الصدّيقين تنعّموا بعبادتي في الدنيا فإنكم تتنعمون بها في الآخرة: وهذه الجنة لها ثمن بسيط الكل يقدر عليه وهو الصدق مع الله تعالى والإخلاص في عبادته، قال(ص) لمّا أُسريَ بي إلى السماء دخلت الجنة فرأيت فيها ملائكة يبنون لَبِنةً من ذهب ولبنة من فضة وربما أمسكوا فقلت لهم ما لكم ربما بنيتم وربما أمسكتم؟ فقالوا حتى تجيئنا النفقة، فقلت له وما نَفَقَتُكم؟ فقالوا قول المؤمن في الدنيا سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر: وقال(ص) من قال: سبحان الله غَرَس الله له بها شجرة في الجنة ومن قال الحمد لله غرس الله له بها شجرة في الجنة ومن قال لا إله إلا الله غرس الله له بها شجرة في الجنة ومن قال ألله أكبر غرس الله له شجرة في الجنة فقال رجل من قريش يا رسول الله إن شجرنا في الجنة لكثير قال نعم ولكن إياكم أن تُرسلوا عليها نيراناً فتُحرقوها وذلك أن الله عز وجل يقول(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ):

الشيخ علي فقيه

الشيخ علي الفقيه

قال سبحانه( واذكر ربك حتى يأتيك اليقين) إن ذكر الله عز وجل لا ينحصر بجارحة اللسان بل يجب أن ينبع من صميم القلب وتترجمه الطاعة الصادقة التي تتحقق بفعل الواجب والمستحب وبترك كافة المحرمات جعلنا الله واياكم من الذاكرين العابدين الصادقين الشيخ علي فقيه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى