أول من يدخل الجنة
يوجد شأنية خاصة في يوم القيامة للأشخاص الذين اختصهم الله لنفسه واجتباهم على عباده فهم الذين يتقدمون الناس في يوم الحساب وهم أول من يدخل الجنة، فالتفاضل كما هو موجود في الدنيا فكذلك الأمر يوم القيامة حيث يبدأ التفاضل من حين النفخ في الصور لأن هناك أشخاصاً لهم وضع خاص عند ربهم كالنبي وآله(ص) هؤلاء الذين خُلقت الجنة من أجلهم فالذي تُخلق الجنة من أجله لا شك بأن وضعه هناك سوف يكون مميزاً جداً، ولذا قال علي: قال لي رسول الله: أنت أول من يدخل الجنة فقلت يا رسول الله أدخلها قبلك؟ قال نعم إنك صاحب لوائي في الآخرة كما أنك صاحب لوائي في الدنيا، وحامل اللواء هو المتقدم: ولا يمكن لأحد أن ينكر هذه الحقيقة الثابتة لأن علياً هو قسيم الجنة والنار، وكذا فإن أهل المعروف هم من المميزين يوم القيامة لقول الباقر: أول أهل الجنة دخولاً إلى الجنة أهل المعروف: وقال(ص) أول من يدخل الجنة من خلق الله الفقراء: وقال: أول من يدخل الجنة شهيد وعبدٌ أحسن عبادة ربه: ولعل السبب في هذه الأولوية للفقراء هو أنهم إذا كانوا مؤمنين من أهل الجنة كان حسابهم سريعاً لأنهم لم يُعطَوا ما يطيل بهم الوقوف عند الله عز وجل، وأما أهل الجنة فهم المؤمنون المخلصون الذين أطاعوا الله ورسوله في كل شيء من دون استثناء وهم أهل الصفات الحسنة والخصال العظمى والسمات الكريمة وهم أهل المكارم والفضائل وهم الذين كانوا مصداقاً لقول علي: من كنوز الجنة البر وإخفاء العمل والصبر على الرزايا وكتمان المصائب: فعلى كل مؤمن أن يحرص على دخول الجنة لأنه إذا حُرم منها فهذا يعني العذاب الخالد.
الشيخ علي فقيه
