
الأعمال التي يحبها الله
كل عمل يوصف بالحسَن فهو طاعة، والله يحب الطاعات، فكل ما كان طاعة فهو عمل محبوب لله عز وجل، والأعمال المحبوبة لديه كثيرة، وهذه الكثرة تتضمّن الرحمة لأنه فتح مجالات واسعة لعباده حتى يتمكنوا من جمع أكبر كمية من الثواب كرصيد يواجهون به أهوال ما بعد الموت ومخاوف يوم الحساب وأخطاره الكبيرة، وعلى كل مؤمن أن يبحث عن الطاعات ليتقرب بها إلى ربه ويرحم بها نفسه، فمن يعمل فإنما يعمل لنفسه، لينقذها من العقاب ويجلب لها السعادة، فلا ينبغي أن يظن عبد بأنه يعمل لربه فإن الله تعالى غني عن أعمال عباده فلا ينتفع من طاعاتهم ولا يتضرر من معاصيهم، وهذا ما ذكره القرآن وما ذُكِر على لسان النبي وآله، قال تعالى(مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ) وقال علي في نهج البلاغة: فإن الله تعالى خلق الخلق حين خلقهم غنياً عن طاعتهم آمناً من معصيتهم لأنه لا تضره معصية من عصاه ولا تنفعه طاعة من أطاعه: فمن الأعمال المحبوبة لدى الله عز وجل قلة الكلام لأنها صفة الأنبياء والصلحاء الذين يعرفون أن من كثر كلامه كثر خطأه فكثرة الكلام في غير ما ينفع أمر مبغوض يجب الإنتباه له، فعلى المؤمن أن يخفف كلامه لأن هذا أمر يحبه الله، وكذا قلة المنام لأنه تعالى يحب من عبده أن يسهر في الصلاة والذكر والتهجد، وكذا قلة الطعام لأن الحكمة في قلته، قال رسول الله(ص) ثلاثة يحبها الله: قلة الكلام وقلة المنام وقلة الطعام: ومن الأعمال التي يحبها الله، أن يقوم الناس بحقه فلا يخرجوا على القوانين التي حددها لهم على ألسنة أنبيائه ورسله، وأن يتواضعوا لبعضهم البعض لأنه تعالى يبغض التكبر والمتكبرين ويواعدهم النار على تكبرهم، وكذا فإنه تعالى يحب الإحسان ويدعو له دائماً، وهذه الأعمال ذكرها الرسول بقوله: ثلاثة يحبها الله سبحانه، القيام بحقه والتواضع لخلقه والإحسان إلى عباده: وقال الباقر: سئل رسول الله، أي الأعمال أحب إلى الله عز وجل؟ قال: إتْباعُ سرور المسلم، قيل يا رسول الله وما إتباع سرور المسلم؟ قال: شَبْعُ جَوعته وتنفيس كربته وقضاء دَينه:
وقال الباقر: ما عُبد الله بشيء أحبَّ إلى الله من إدخال السرور على المؤمن:
وقال الرسول: قال الله عز وجل: ما تقرّب إليّ عبد بشيء أحبَّ إليّ مما افترضتُ عليه: وقال علي: أحب الأعمال إلى الله عز وجل في الأرض الدعاء: وقال الصادق: من أحب الأعمال إلى الله تعالى زيارة قبر الحسين:
الشيخ علي فقيه



