
التجارة مع الله تعالى
كل التجارات في الدنيا قابلة للربح والخسارة، أما التجارة مع الله عز وجل فإنها رابحة على كل حال، وإن الربح الذي يعود منها مضاعف ووفير لا يقاس بالنسب المِئَوية ولا بجميع المقاييس الدنيوية لأن ما عند الله من النعيم لا يُقدّر بثمن ولا يقاس بأرباح الدنيا لأن حبة تراب من أتربة الجنة تساوي الأرض وما فيها، فكما نهتم بتجارتنا في الحياة لنحصل على حياة كريمة فكذلك يجب أن نهتم بتجارة الآخرة لنحصل على نهاية سعيدة تحت ظل الرحمة الإلهية الواسعة والنعيم الدائم، ولقد دُلِلْنا على طريق هذه التجارة الرابحة من خلال القرآن الذي يقول(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)وفي سورة فاطر قال سبحانه(إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ) سأل ابنُ مسعود رسول الله عن تجارة الآخرة فقال له: لا تُريحنّ لسانك عن ذكر الله وذلك أن تقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر فهذه التجارة المربحة، يقول تعالى(يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ) وقال: كل ما أبصَرْتَه بعينك واستحلاه قلبك فاجعله لله فذلك تجارة الآخرة لأن الله يقول(ما عندكم ينفد وما عند الله باق): ويقول علي: بضاعة الآخرة كاسدة فاستكثروا منها في أوان كسادها: وقال: لا تجارة كالعمل الصالح ولا ربح كالثواب: وإليكم بعض أنواع التجارة للآخرة الواردة على لسان علي: الأعمال في الدنيا تجارة الآخرة، والرابح من باع العاجلة بالآجلة، واكتساب الحسنات من أفضل المكاسب، وأربح الناس من اشترى بالدنيا الآخرة، وإن لأنفسكم أثماناً فلا تبيعوها إلا بالجنة، وإنمن باع نفسه بغير الجنة فقد عظمت عليه المحنة، وقال(ص) تاجر الدنيا مخاطر بنفسه وماله وتاجر الآخرة غانم رابح:
الشيخ علي فقيه



