أُخْلاقُ المُسْلِم

التطفيف

التطفيف

 

التطفيف

 

لو قرأ الإنسان وعيد الله للمطففين لتخلى عنه إذا كان ممن يخشون عقاب الله عز وجل الذي يقول في مكم كتابه(وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ  الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ  وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ  أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ  لِيَوْمٍ عَظِيمٍ  يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ)

وهنا يذكّرهم ربهم بيوم الحساب من باب زجرهم عن التطفيف والغش في الكيل والوزن لأنه كذبٌ وخيانة وتدمير للحقوق وافتراء على الله عز وجل، وقال تعالى(وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذا كِلْتُمْ وَزِنُواْ بِالقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) فعلى التاجر الذي يرجو ثواب ربه أن يكيل بالحق ويزيد للناس الوزن فهو أفضل له عند الله، قال(ص) يا وزّان زِنْ وأرجِح: وقال: إذا وزَنتم فأرجِحوا: وقال الصادق: مرّ أمير المؤمنين على جارية قد اشترت لحماً من قصاب وهي تقول: زدني فقال له أمير المؤمنين: زدها فإنه أعظم للبركة: فهذه المفاهيم والتعاليم والآداب لو عمل بها الناس لكانت حياتهم جميلة وآخرتهم سعيدة وعاش الناس بألف خير، ولكن الطمّاعين كثر وهم أساس فساد المجتمع وأبرز عوامل الدمار، وعلى الصادق الذي يتمنى الربح في تجارته أن يبدأ التجارة بالصدقة فإنه تسهّل له عملية البيع والشراء مع الربح الذي يرغب، ولذا قال(ص) يا معشر التجار إن الشيطان والإثم يحضُران البيع فشُوبوا بَيعكم بالصدقة:

وعلى التجار أن يتساهلوا في البيع والشراء حتى يبارك الله لهم في تجاراتهم وأرزاقهم، قال(ص) غفر الله عز وجل لرجل كان من قبلكم كان سهلاً إذا باع سهلاً إذا اشترى سهلاً إذا قضى سهلاً إذا اقتضى: وقال: إن الله تعالى يحب سَمْحَ البيع سمح الشراء سمح القضاء:

وأما بالنسبة للمماكسة فلا يجدر بالمؤمن أن ينزل إلى هذا المستوى فقد كان زين العابدين يقول لقَهرَمانه :إذا أردت أن تشتري لي من حوائج الحج شيئاً فاشتر ولا تماكس: فعلى التاجر أن يبتعد عن الفجور وأن يتقي الله تعالى كيلا يبعثه ربه فاجراً فقد قال(ص) يا معشر التجار إن التجار يُبعثون يوم القيامة فجاراً إلا من اتقى الله وبَرّض وصدق:

وقال(ص) إن التجار هم الفجار، قالوا يا رسول الله أليس قد أحل الله البيع؟ قال: بلى ولكنهم يحدّثون فيَكذبون ويحلفون فيأثَمون:

فإذا كان التاجر صادقاً ومراعياً لأحكام الله في التجارة وعاملاً بالآداب التي ذكرها الرسول وآله كانت نهايته سعيدة فقد قال(ص) التاجر الأمين الصدوق المسلم مع الشهداء يوم القيامة: وقال التاجر الصدوق تحت ظل العرش يوم القيامة: وقال: التاجر الصدوق لا يُحجَب من أبواب الجنة: وقال: التاجر الصدوق الأمين مع النبيين والصديقين والشهداء:

الشيخ علي فقيه

الشيخ علي الفقيه

قال سبحانه( واذكر ربك حتى يأتيك اليقين) إن ذكر الله عز وجل لا ينحصر بجارحة اللسان بل يجب أن ينبع من صميم القلب وتترجمه الطاعة الصادقة التي تتحقق بفعل الواجب والمستحب وبترك كافة المحرمات جعلنا الله واياكم من الذاكرين العابدين الصادقين الشيخ علي فقيه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى