أُخْلاقُ المُسْلِم

الثواب

الثواب

 

الثواب

 

ما من أمر فرضه الله تعالى أو نهى عنه إلا وله علاقة مباشرة بالثواب فهو الجزاء على فعل الواجب والمستحب وترك الحرام والمكروه، والثواب نظام يتعامل به الناس فيما بينهم، فما من أجير يقبض شيئاً إلا وهو ثواب عمله لدى من استأجره، وكل من ينال أجرته على أي عمل فتلك الأجرة هي الثواب لدى البشر، فقد يكون الثواب كبيراً وقد يكون قليلاً وذلك بحجم العمل الذي يقوم به الإنسان للإنسان فقد قَلّ من يعطي الآخرين أكثر من حقوقهم، أما ثواب الله تعالى فهو أعظم من عمل الإنسان بل لا تستقيم المقارنة بينهما حيث لا يساوي عمل البشر أمام ثواب الله نقطة ماء من بحر واسع فإنه تعالى عندما يثيب عبده فإنه يثيبه بلطفه ورحمته وليس بعمله الذي هو سبب لنيل الرحمة وعندها يكون العمل وسيلة لنيل الرحمة، ويكون الثواب أثراً لتلك الرحمة الواسعة، فثواب الله كثير وعطاؤه كبير لا يعد ولا يحصى، قال تعالى في سورة الكهف(الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا) وفي سورة مريم(وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَّرَدًّا) وفي سورة النحل(مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ  مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) ويقول علي: ولو حَننتم حنين الوُلَّه العِجال ودعوتم مثلَ حنين الحَمام إلتماسَ القُربة إليه في ارتفاع درجة عنده أو غفران سيئة أحصتها كتبه وحفظتها ملائكته لكان قليلاً فيما أرجو لكم من ثوابه وأتخوف عليكم من عقابه: فمهما كان عناء العمل الصالح في الحياة شاقاً ومتعباً فإن الثواب في يوم الحساب كفيل بأن يُنسيك تعبك لقول علي: ثواب الآخرة يُنسي مشقة الدنيا: ثم إن الإنسان يأخذ الثواب في الآخرة على قدر المشقة لقول علي: الثواب بالمشقة: وثواب العمل على قدر المشقة فيه:

الشيخ علي فقيه

الشيخ علي الفقيه

قال سبحانه( واذكر ربك حتى يأتيك اليقين) إن ذكر الله عز وجل لا ينحصر بجارحة اللسان بل يجب أن ينبع من صميم القلب وتترجمه الطاعة الصادقة التي تتحقق بفعل الواجب والمستحب وبترك كافة المحرمات جعلنا الله واياكم من الذاكرين العابدين الصادقين الشيخ علي فقيه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى