أُخْلاقُ المُسْلِم

الجدال الحسن

الجدال الحسن

 

الجدال الحسن

 

قال سبحانه(ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)

لو عمل المسلمون بما تنص عليه هذه الآية الكريمة لنجحوا في مهمتهم التبليغية ولاستطاعوا أن يجلبوا القاصي والداني إلى هذا الدين العظيم الذي وصفه الرسول بقوله: إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق فإن المنبت لا ظهراً أبقى ولا أرضاً قطع: ولو أردنا أن نحلل هذا الحديث لوجدنا فيه ثلاثة أمور كلها عظيمة:

الأمر الأول: وهو بيان عظمة هذا الدين الثابت والمتين والدقيق في كل ما يتصل به وإن كان ما يتصل به خدشاً أو إماطةَ أذى من الطريق.

الأمر الثاني: وهو أمر الرسول الذي وجّهه إلى كل المسلمين بأن يجلبوا الناس إلى هذا الدين عن طريق الرفق واللين والحكمة والموعظة الحسنة لأن آثار هذا الأسلوب الحسن أكيدة ومجربة عبر القرون الماضية، وأنت أيها المسلم مرآة دينك فلا تعكس عنه إلا الصور الحسنة ليرغب الآخرون بدينك، أما استعمال العنف والغلظة فإن ذلك من شأنه أن ينفّر الناس منك ومن دينك ولهذا قال تعالى(ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك) فلا يجدر بالمؤمن أن يتعامل بالعنف ولا يجوز أن يمارس الأخطاء باسم الإسلام كما هو حال تلك المجموعات الإرهابية التي تريد أن تحقق لأنفسها مصالح شخصية ومكاسب سياسية عن طريق التستر بالإسلام الذي هو دين الرحمة والشفقة واللين وليس دين القتل والذبح وتفجير العبوات بين الأطفال والأبرياء….

الأمر الثالث: أن التشدد يعكس على صاحبه آثاراً سلبية فلا يستطيع أن يُقنع الآخرين ولا يستطيع أن ينفع نفسه أيضاً وهذا هو معنى التشبيه الةارد في حديث النبي(ص) أن المنبت وهو المتصلب والمتشدد لا يصل إلى هدفه ولا يُبقي وسيلة نقله سليمة، وهو من أعظم التعابير التي يمكن وصف الحالى بها، ولقد كان الفكر الإسلامي مسيطراً على ساحة البشر ينظر الناس إليه على أنه أعظم دين إلى أن شوهه الإرهابيون بممارساتهم الظالمة فغيروا تلك الصورة الجميلة التي كانت موجودة في أذهان الناس عن الإسلام.

فإذا أردت أن تجادل في الله فجادل كما كان الرسول وآله يجادلون بالحكمة والعلم والعقل وليس بأساليب العنف والتدمير والقتل والإجرام، قال(ص) نحن المجادلون في دين الله: وقال الباقر: من أعاننا بلسانه على عدونا أنطقه الله بحجته يوم موقفه بين يديه عز وجل:

الشيخ علي فقيه

الشيخ علي الفقيه

قال سبحانه( واذكر ربك حتى يأتيك اليقين) إن ذكر الله عز وجل لا ينحصر بجارحة اللسان بل يجب أن ينبع من صميم القلب وتترجمه الطاعة الصادقة التي تتحقق بفعل الواجب والمستحب وبترك كافة المحرمات جعلنا الله واياكم من الذاكرين العابدين الصادقين الشيخ علي فقيه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى