أُخْلاقُ المُسْلِم

الجنة

الجنة

 

الجنة

 

الجنة حقيقة ثابتة وهو مكان عظيم أعده الله تعالى لعباده المطيعين المخلصين، وهو غاية في الروعة وآية في الجمال، وهو الشيء الذي كان واقعه أجمل من أي وصف يوصف به مهما كان الواصف ضليعاً في نعت الأمور وتقريب الصور إلى الأذهان، والجنة هو المكان الذي فيه ما تشتهي النفوس وما تلذ الأعين وهو الذي قال الله فيه لقد أعددت لعبادي ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، معنى هذا أن الإنسان مهما حاول أن يحصر في ذهنه صوراً جميلة عن الجنة فإن حقيقتها أجمل وصورتها الواقعية أجمل، فالجنة بانتظار كل مؤمن مخلص وبانتظار كل عاملٍ بالصدق وسائرٍ في طريق الحق ومُتَخَلٍّ عن كل حرام، ولقد حثنا ربنا على الإسراع لنيلها والفوز بها لأن خاسر الجنة من أهل النار، ففي الآخرة يوجد جنة ونار والناس إما من أهل هذه وإما من أهل تلك، والفوز العظيم هو أن تتجنب النار لأن تجنب النار يعني دخول الجنة، قال تعالى(فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز) ولأن الأمر حرج وخطير فقد أمرنا الله بالعمل المُربح لنا الذي يعقبه الفوز بالجنة، فقد أمرنا بالإسراع لأن الموت يأتي بغتة والأجل يحل بنا من دون سابق إنذار، قال تعالى في سورة آل عمران(وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) وفي سورة الحديد(سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) فالأمر لا يحتمل التأجيل ولا يقبل بالبطء كيلا تفوت الفرصة ويغلق الموت بابها الذي كان مشرّعاً طيلة الحياة.

وهو معنى قوله(ص) من اشتاق إلى الجنة سارع في الخيرات: لأن الذي يريد الجنة ولا يريد أن يدفع ثمنها فإنه لن يحصل عليها لأنها لا تُدرَك بالتمني وإنما تدرك بالعمل الجدي.

ويُرَغّبنا علي بالعمل للحصول على الجنة فيقول: إن كنتم راغبين لا محالة فارغبوا في جنة عرضها السموات والأرض: ويقول: الجنة أفضل غاية، والجنة مآل الفائز، والجنة دار الأمان، والجنة جزاء المطيع، والجنة غاية السابقين، والدنيا دار الأشقياء الجنة دار الأتقياء، وقال: ما خيرٌ بخير بعده النار وما شر بشر بعده الجنة وكل نعيم دون الجنة فهو محقور وكل بلاء دون النار عافية: وقال زين العابدين: إعلموا أنه من اشتاق إلى الجنة سارع إلى الحسنات وسلا عن الشهوات ومن أشفق من النار بادر بالتوبة إلى الله من ذنوبه: وقال الباقر: يا طالب الجنة ما أطول نومك وأَكَلَّ مطيّتَك وأوهى همّتك فلله أنت من طالب ومطلوب.

الشيخ علي فقيه

الشيخ علي الفقيه

قال سبحانه( واذكر ربك حتى يأتيك اليقين) إن ذكر الله عز وجل لا ينحصر بجارحة اللسان بل يجب أن ينبع من صميم القلب وتترجمه الطاعة الصادقة التي تتحقق بفعل الواجب والمستحب وبترك كافة المحرمات جعلنا الله واياكم من الذاكرين العابدين الصادقين الشيخ علي فقيه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى