أُخْلاقُ المُسْلِم

الجنة ثمنٌ للنفوس

الجنة ثمنٌ للنفوس

 

الجنة ثمنٌ للنفوس

 

خير التجارات التي يعقدها الإنسان في حياته هي التجارة مع الله سبحانه فهي النوع الوحيد الذي لا خسارة فيه ولا ندم مهما كان الثمن غالياً، فالذي يبيع نفسه بغير الجنة فهو مغبون وخاسر كمن يبيع نفسه للشيطان أو السلطان أو بعض الجهات المعادية لنهج الحق، وبيع النفس لله تعالى لا يعني القتل فقد يبيع نفسه لربه ويعيش في الدنيا سالماً، وإنما يعني أن تجعل من نفسك أداةً لطاعة الله بمعنى أن لا تسمح للأهواء بأن تسيطر عليها وتتحكم بها وإن نفس التزامك بأوامر الله ونواهيه هو بيع له وتجارة معه، فإذا حصل ذلك كان لك عند الله جزاء حسن وسرور لا مثيل له تقر به عينك، ففرق كبير في النتيجة من كليهما واضح لأن نتيجة بيع نفسك لربك يعقبه سعادة كبرى ونعيم لا زوال له، أما بيع النفس لغير الله فنتيجته الحتمية هي النار الكبرى، قال تعالى(فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ  أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لَّا يَسْتَوُونَ  أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ  وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ) وفي موضع آخر يخبرنا الله سبحانه بأنه اشترى منا نفوسنا بالجنة فجعل الجنة ثمناً له فمن أراد أن يبيع نفسه لله بالجنة فإن الطريق أمامه مفتوح فلقد قال تعالى(إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة) ولهذا يقول علي: إنه ليس لأنفسكم ثمن إلا الجنة فلا تبيعوها إلا بها: وقال: إن من باع نفسه بغير الجنة فقد عظمت عليه المحنة: وقال من باع نفسه بغير نعيم الجنة فقد ظلمها: فالنفس البشرية إذا كانت منقادة لأوامر الله ونواهيه فهي غالية جداً ورفيعة الثمن بل يجب على الإنسان أن يجعلها غالية عبر طاعة ربه لأن العصيان يجعل النفس أرخص شيء في الوجود، وقد أرشدنا النبي وآله إلى الأمور التي تجعل النفس لله تعالى بمعنى أنها مباعة له، قال(ص) ما جزاء من أنعم الله عز وجل عليه بالتوحيد إلا الجنة: وقال: يقول الله جل جلاله لا إله إلا الله حصني فمن دخله أمِن من عذابي: وقال: من مات وهو يعلم أن الله حق دخل الجنة: وقال علي: ثمن الجنة العمل الصالح: وقال: ثمن الجنة الزهد في الدنيا: وقال الصادق: قول لا إله إلا الله ثمن الجنة: وهنا لا يُقصد مجرد الكلام بل الإعتقاد والتطبيق حتى تكون كلمة التوحيد حينئذ مثمرة.

الشيخ علي فقيه

الشيخ علي الفقيه

قال سبحانه( واذكر ربك حتى يأتيك اليقين) إن ذكر الله عز وجل لا ينحصر بجارحة اللسان بل يجب أن ينبع من صميم القلب وتترجمه الطاعة الصادقة التي تتحقق بفعل الواجب والمستحب وبترك كافة المحرمات جعلنا الله واياكم من الذاكرين العابدين الصادقين الشيخ علي فقيه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى