
الجهاد الأصغر
الجهاد الصحيح له شروط كثيرة ومقدمات طويلة يجب أن تتوفر في الإنسان حتى يُعَدّ من المجاهدين الذين فضّلهم الله تعالى على القاعدين، ويجب أن يقوم هذا الجهاد على هدف يتعلق بالله عز وجل وبمصالح الأمة ككل وليس بمصلحة فرد أو مجموعة من الناس كما هو الحال في زماننا الذي أصبح فيه عنوان الجهاد غطاءاً للمفاسد والمصالح الشخصية التي لا يمكن تحقيقها إلا عن طريق التَعَنوُن بعناوين إسلامية، وهو السبب الأكبر في تشويه صورة الإسلام لدى باقي المجتمعات، والجهاد الأصغر هو القتال في سبيل الله والدفاع عن الإسلام والمسلمين والمال والعرض والأرض والقيم والمبادئ، ومن هنا أكد القرآن على ضرورة الجهاد لأنه سبب النصر والبقاء وسبب كل عزة وكرامة ينعم بها المسلمون في العالم كله، وها هو تاريخ الرسول الأعظم وأهل بيته مليء بالحديث عن الجهاد الذي كان السبب الأبرز في نشر الدين والعدالة والرحمة بين الناس لأن كثيراً من أصحاب المطامع لم يفهموا سلاح العلم والمنطق مما جعل الرسولَ يستعمل معهم قوة السلاح ليدفع ظلمهم عن الأمة ويزيح أرجلهم عن رقاب العباد فقاتل أكثر من فئة واكثر من مرة حتى حقق الأهداف الإلهية على الأرض وأسس دولة الإسلام العظيمة التي امتدت من أقصى الأرض إلى أقصاها بفضل الجهاد الذي قدّمه الرسول للبشرية، فالجهاد ركن من أركان الإسلام وهو أحد أكبر الأعمدة التي قام عليها الدين الذي لم يقم على الصلاة فقط وإنما قام على أمور في مقدمتها الجهاد في سبيل الله، فإذا استدعى الأمر الجهاد وجب على الجميع على نحو الوجوب الكفائي، فمن كره الجهاد فقد كره عزه وكرامته وكرامة أمته وشعبه وذويه، ولذا قال(ص) من لقي الله بغير أثرٍ من جهاد لقي اللهَ وفيه ثُلمة: وقال علي: الجهاد عماد الدين ومنهاج السعداء: لأن السعادة أثر من آثار الجهاد الذي يعود على أهله بسعادة الدارين وهذا أمر ملموس ومحسوس لكل ذي عقل فلا داعي للوقوف عنده، وقال(ع) إن اله فرض الجهاد وعظّمه وجعله نَصْرَه وناصره واللهِ ما صَلُحَت دنيا ولا دين إلا به: وفي بيان عظمة الجهاد قال(ص) ما من خطوة أحبُ إلى الله من خطوتين خطوةٌ يَسُدُّ بها مؤمن صفاً في سبيل الله وخطوة يخطوها مؤمن إلى ذي رَحِمٍ قاطعٍ يصلها: وقال علي: إن الجهاد أشرف الأعمال بعد الصيام وهو قِوام الدين والأجر فيه عظيم مع العزة والمَنعة وهو الكرّة، فيه الحسنات والبشرى بالجنة بعد الشهادة: وقال: زكاة البدن الجهاد والصيام: وقال: زكاة الشجاعة الجهاد في سبيل الله:
الشيخ علي فقيه



