أُخْلاقُ المُسْلِم

المجالس الممنوعة

المجالس الممنوعة

 

 

المجالس الممنوعة

 

كما حثنا النبي وآله على مجالسة العلماء والحكماء والمساكين ومن تذكّرنا اللهَ رؤيته فكذلك وجّهوا لنا نواهٍ عديدة حول مجالسة بعض الناس لما في مجالستهم من المضرة لنا ولمصيرنا في يوم الحساب، فبعض تلك المجالس هي نفسها المفسدة وبعضها يعقِب عنها المفسدة وكلاهما ممنوع ومحظور حفاظاً على ديننا وأخلاقنا وآخرتنا إذ قد نخسر الآخرة بجلوس ساعة مع أشخاص نهانا الله ورسوله عن مجالستهم ولأجل هذا يجب أن نعمل بأوامر الله ورسوله لنرى السعادة التي يرجوها طالبها، فالذين مُنعنا من مجالستهم كثيرون، منهم: الأنذال الذين يخدعون من يجالسهم ومن يتقرب منهم لأنهم أنذال، ومنهم مُجالسة النساء لأن الشيطان الرجيم يدخل بين الرجل والمرأة حتى يوقعهما في الحرام، ومنهم الأغنياء لأن سماع منطقهم وملاحظة تحركاتهم وتعاطيهم مع الناس يُدخل إلى قلب جليسهم أذى قد لا يشعر به في الحال ولكنه لو تأمل قليلاً في الرواسب التي نتجت عن مجالسة الغني لأدرك هذا المعنى، وفي بيان المنع من مجالسة هؤلاء الثلاثة قال رسول الله: ثلاثة مجالستهم تميت القلب: مجالسة الأنذال والحديث مع النساء ومجالسة الأغنياء: ومنهم أهل الهوى الذين يتّبعون أهواءهم ويعملون بما تملي لهم نفوسهم الأمارة بالسوء فإن الجلوس معهم مَحضرة للشيطان الرجيم لقول علي: مجالسة أهل الهوى منساةٌ للإيمان ومَحضرة للشيطان: ومنهم أهل الشر فإن مجالستهم تجلب الشر بألف طريق وطريق ولهذا قال علي: لا يأمن مجالسو الأشرار غوائل البلاء: وكذلك أهل البدع لا تجوز مجالستهم لأن مجالستهم تذهب بماء الوجه وتعطي للآخرين صورة سيئة عمن يجالسهم لأن مجالسهم موضع شبهة، قال الصادق: لا تَصحبوا أهل البدع ولا تجالسوهم فتصيروا عند الناس كواحد منهم: وقال علي: جانبوا الأشرار وجالسوا الأخيار: وقال الصادق: إياكم ومجالسة الملوك وأبناء الدنيا في ذلك ذهاب دينكم ويُعقِبُكم نفاقاً وذلك داءٌ دويٌّ لا شفاء له، ويورث قساوة القلب ويَسْلُبُكم الخشوع وعليكم بالأَشكال من الناس والأوساط من الناس فعندهم تجدون معادن الجواهر:

الشيخ علي فقيه

الشيخ علي الفقيه

قال سبحانه( واذكر ربك حتى يأتيك اليقين) إن ذكر الله عز وجل لا ينحصر بجارحة اللسان بل يجب أن ينبع من صميم القلب وتترجمه الطاعة الصادقة التي تتحقق بفعل الواجب والمستحب وبترك كافة المحرمات جعلنا الله واياكم من الذاكرين العابدين الصادقين الشيخ علي فقيه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى