أُخْلاقُ المُسْلِم

خير المجالس

خير المجالس

 

خير المجالس

 

من خلال ما ذُكر في البحوث الماضية حول المجالس المبغوضة التي يحرم الجلوس فيها يظهر لنا وبكل وضوح حقيقة المجالس الخيّرة والمحبوبة عند الله سبحانه ولكن لا بأس بأن نشير إلى ما ورد عن النبي وآله في بيان خير المجالس وأشرفها حتى تتسنى لنا معرفتها ويسهل علينا التمييز بينها واختيار الأفضل منها لأننا كمؤمنين نعتبر بأن مصدر العلم ومصدر الفهم والوعي والإيمان الصحيح والأخلاق الفاضلة والصفات الكريمة والخصال الراقية هم محمد وآله(ص) الذين جعلهم ربهم قدوة للبشر على مر العصور، فلولاهم لما عرف الناس شيئاً عن الحق.

ففي بيان المجالس الحسنة والحث عليها وضرورة الحضور فيها قال رسول الله(ص) إرتعوا في رياض الجنة قالوا يا رسول الله وما رياض الجنة؟ قال: مجالس الذكر: يعني المجالس التي يُذكر فيها الله تعالى والتي تُعقد من أجل التعليم والوعظ والإرشاد وهي المجالس التي تذكّر الإنسان بربه وتقرّبه منه، وهي المجالس التي يستأنس بها المؤمنون لعلمهم بعظيم الفائدة التي تعود عليهم منها، وفي الإشارة على سمو شأن تلك المجالس وحجم عظمتها وقيمتها القدسية قال(ص) ما قَعَد عِدّةٌ من أهل الأرض يذكرون الله إلا قعد معهم عدة من الملائكة: ونحن نعلم بأن جلوس الملائكة مع الناس له مدلولات واسعة وعظيمة فهي تدل على رضا الله سبحانه عن أهل هذا المجلس الذي تتبرك الملائكة بالنزول إليه ومشاركة أهله كالمجالس التي تُعقد في سبيل بيان فكر أهل البيت وعلمهم ومظلوميتهم ومن أشهرها مجالس أبي عبد الله الحسين التي تعتبر مجالس الرسول وآله ومجالس الإسلام الحنيف لأن الهدف منها هو الإسلام.

ولقد قسّم الرسول مجالس الناس إلى ثلاثةفقال: المجالس ثلاثة: غانم وسالم وشاحب، فأما الغانم فالذي يُذكر الله تعالى فيه، وأما السالم فالساكت، وأما الشاحب فالذي يخوض في الباطل:

وقال السجاد: واجعلنا من الذين اشتغلوا بالذكر عن الشهوات… حتى جالت في مجالس الذكر رطوبةُ أَلْسِنةِ الذاكرين: وقال الصادق: ما اجتمع قوم في مجلس لم يذكروا الله ولم يذكرونا إلا كان ذلك المجلس حسرة عليهم يوم القيامة: وقال الرضا: من جلس مجلساً يُحيا فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب: وقال لقمان: إختر المجالس على عينيك فإن رأيت قوماً يذكرون الله عز وجل فاجلِس معهم فإنك إن تك عالماً ينفعْك علمك ويزيدونك علماً وإن كنت جاهلاً علّموك ولعل الله أن يصلهم برحمة فتعمَّك معهم:

الشيخ علي فقيه

الشيخ علي الفقيه

قال سبحانه( واذكر ربك حتى يأتيك اليقين) إن ذكر الله عز وجل لا ينحصر بجارحة اللسان بل يجب أن ينبع من صميم القلب وتترجمه الطاعة الصادقة التي تتحقق بفعل الواجب والمستحب وبترك كافة المحرمات جعلنا الله واياكم من الذاكرين العابدين الصادقين الشيخ علي فقيه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى