أُخْلاقُ المُسْلِم

شأن المجاهد عند الله

شأن المجاهد عند الله

 

 

شأن المجاهد عند الله

 

لا يشك عاقل بأن المجاهد في سبيل ربه ذو منزلة سامية عند الله لأنه بذل أغلى شيء لديه في سبيل نصر الله ورسوله والمسلمين، وكيف لا يكون المجاهد عظيماً وقد قام بعملٍ هو في الواقع أعلى مراتب البر لما ورد في الحديث: فوق كل ذي بر بر حتى يُقتل الرجل في سبيل الله فليس فوقه بر: وكيف لا يكون المجاهد عظيماً وقد قام الدين على كتفيه وحُفِظ بجهاده وبذل دمه، وكيف لا يكون كذلك وقد مدح الله المجاهدين في كتابه ووعدهم الرحمة في جواره يوم يُبعثون فقال في سورة النساء(لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلاًّ وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا  دَرَجَاتٍ مِّنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا) وقال في سورة محمد(وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ) فالمؤمن المجاهد أفضل من المؤمن القاعد من غير عذر يمنعه فعلاً من الجهاد لأن المجاهد في سبيل ربه قد وصل إلى رتبة من الإيمان جعلته يستصغر كل أمر في سبيل الحصول على رضا الله عز وجل، حتى ولو قُطّع إرباً فإنه قد يصل إلى درجة لا يشعر معها بالألم لشدة شوقه إلى لقاء الله عز وجل، فهذا المجاهد في سبيل الله عندما يصل إلى يوم القيامة يجد بين أبواب الجنة باباً مخصصاً للمجاهدين يدخل منه إلى النعيم الدائم، قال(ص) للجنة باب يقال له باب المجاهدين يمضون إليه فإذا هو مفتوح وهم متقلدون بسيوفهم والجمع في الموقف والملائكة ترحب بهم: هذا يعني أن المجاهد إذا نال شرف الشهادة غُفرت له جميع ذنوبه وخُفّف عنه الحساب وهانت عليه شدته، وهناك مجموعة كبيرة من الأحاديث الواردة في بيان شأن المجاهد والجهاد عند الله عز وجل، قال(ص) السيوف مفاتيح الجنة: وقال: لا يجتمع غبار في سبيل الله ودخانٌ في جهنم: وقال: خير الناس رجل حبس نفسه في سبيل الله يجاهد أعداءه يلتمس الموت أو القتل في مَصافّه: وقال: ما أعمال العباد كلِّهم عند المجاهدين في سبيل الله إلا كمثل خُطّافٍ أخذ بمنقاره في ماء البحر: وقال علي: المجاهدون تُفته لهم أبواب السماء: وقال: إن الله كتب القتل على قوم والموت على آخرين وكلٌّ آتيه منيته كما كتب الله له فطوبى للمجاهدين في سبيله والمقتولين في طاعته: وقال الباقر: أتى رجل رسولَ الله فقال إني راغبٌ نشيط في الجهاد، قال: فجاهد في سبيل الله فإنك إن تُقتَلْ كنت حياً عند الله تُرزَق وإن مِتَّ فقد وقع أجرك على الله وإن رَجَعتَ خرجتَ من الذنوب إلى الله:

الشيخ علي فقيه

الشيخ علي الفقيه

قال سبحانه( واذكر ربك حتى يأتيك اليقين) إن ذكر الله عز وجل لا ينحصر بجارحة اللسان بل يجب أن ينبع من صميم القلب وتترجمه الطاعة الصادقة التي تتحقق بفعل الواجب والمستحب وبترك كافة المحرمات جعلنا الله واياكم من الذاكرين العابدين الصادقين الشيخ علي فقيه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى