يوم الجمعة
قال سبحانه(وَالسَّمَاء ذَاتِ الْبُرُوجِ وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ)
من المعلوم لدى كثير من الناس أن هناك خواصاً لله تعالى من خلقه، فهناك أماكن مقدسة وأشخاص مقدسون وأوقات مقدسة، وقد أشير إلى هذا الأمر في كلام المعصومين(ع) حيث ورد أن لله تعالى خواصاً في الأمكنة والأزمنة والأشخاص، ويوم الجمعة هو من الأوقات المقدسة عند الله تعالى، وجوهر هذه القدسية أن العمل في الزمن المقدس مبارك في أجره وثوابه ومن هنا فإن كثيراً من المؤمنين يؤجلون بعض الأعمال إلى الأوقات المباركة لعلمهم بأن الأجر فيها مضاعف، ولأن يوم الجمعة من الأوقات المقدسة فقد جعله الله عز وجل مورداً للقسم في كتابه حيث يقول وشاهد ومشهود، يذكر صاحب البحار أن الشاهد هو يوم الجمعة وأن المشهود هو يوم عرفة، وقال الصادق: الشاهد يومُ الجمعة والمشهود يومُ عرفة: وهناك حديث لرسول الله يصف فيه يوم الجمعة بسيّد الأيام لأنها أفضل أيام الأسبوع، فالخير فيه مضاعف وكذا الشر لأن فعل السوء في الأوقات الشريفة يعتبَر قبحاً زائداً على السوء في الأوقات العادية حيث كان من المفروض على فاعل السوء أن يستغل الأوقات الشريفة في كسب الأجر والثواب بل كان عليه أن يسارع لذلك بدل أن يُشغل نفسه بالعصيان، ولذا قال الباقر: الخير والشر يضاعَف يومَ الجمعة: ونلاحظ بأن الله تعالى ركّز على العبادة في هذا اليوم لعلو شأنه في علمه عز وجل الذي يقول في محكم كتابه(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ) وفي يوم الجمعة ينبغي أن يبذل المؤمن قدر استطاعته على الفقراء والمحتاجين وأن يُدخل السرور إلى قلوب أفراد أسرته بأن يشتري لهم ما يريدون ويأتيهم بما يحبون، اللهم صل على محمد وآل محمد ووفقني لأداء فرض الجمعات وما أوجبتَ عليّ فيها من الطاعات وقسمتَ لأهلها من العطاء في يوم الجزاء إنك أنت العزيز الحكيم.
الشيخ علي فقيه
