
طَاقَمُ المَوْكِبِ الحُسَيْنِي
يتألف موكب الإمام الحسين(ع) من رجال ونساء وأطفال، منهم من قرابة الحسين، ومنهم غير ذلك، وهناك مشيئة إلهية في اختيار الذين أخرجهم معه الإمام(ع) لأنه أخرج جزءاً وأبقى في المدينة جزءاً آخر، ونحن لا نعرف السبب لأنه خاص بالمعصوم الذي يعلم ما لا يعلمه الناس العاديون.
رِجَالُ المَوْكِبِ الحُسَيْنِي
يشكّل رجال الموكب الحسيني صنفين من الرجال:
الصنف الأول: وهم أهل بيته: وعددهم سبعة عشر: وهم:
الإمام زين العابدين، وأبو بكر بن الإمام علي(ع) وأبو بكر بن الإمام الحسن(ع) وجعفر بن الإمام علي(ع) وجعفر بن عقيل والحسن المثنى والعباس بن علي(ع) وعبد الرحمن بن عقيل وعبد الله بن علي(ع) وعبد الله بن الحسن(ع) وعبد الله بن الحسين وعبد الله بن مسلم وعلي الأكبر(ع) وعون بن عبد الله بن جعفر والقاسم بن الحسن ومحمد بن أبي سعيد بن عقيل ومحمد بن عبد الله بن جعفر:
الصنف الثاني: وهم أصحابه الكرام: وعددهم نَيِّفٌ وسبعون رجلاً:
لا يخفى على أحد وجود اختلاف بين المؤرخين حول عدد الأصحاب الذين استُشهدوا مع الإمام الحسين(ع) في يوم عاشوراء، لأن بعض المؤرخين خلط في ذِكر العدد بين الذين خرجوا مع الإمام الحسين من مكة في الثامن من شهر ذي الحجة، وبين الذين استمروا معه حتى النهاية.
وللعِلْمِ أقول: هناك أصحاب خرجوا معه من المدينة، وأصحاب التحقوا به أثناء السفر، وأصحاب لحقوا به إلى كربلاء، وقد كان من الصعب في مثل تلك الظروف الحرجة أن يضبط المؤرخون تفاصيلهم.
وقد أكد المؤرخون بأن كثيراً من الذين خرجوا معه من مكة قد عادوا أدراجهم عندما أيقنوا بأنهم ذاهبون للموت المحتم، ولم يبق مع الإمام(ع) سوى الخلّص من أصحابه الذين ناهز عددهم السبعين دون رجال أهل بيته، ومن حق هؤلاء الأبطال علينا أن نحفظ نهجهم ونذكر بطولاتهم، ونبين تضحياتهم الكبرى في سبيل الدين والأمة، وعلى أي حال فقد ينتج عن هذا الإختلاف زيادة إسم أو نقصان إسم، وهذا أمر طبيعي، ولكننا سوف نذكر الأسماء المتفق عليها بين أكثر المؤرخين، وهم:
أمية بن سعد الطائي، وجابر بن الحجاج، وجبلة بن علي السيباني، وجوين بن مالك الضبعي، وجندب بن حجير الكندي، وجناده بن كعب بن الحرث الانصاري، حباب بن الحارث السلماتي الازدي ، الحارث (الحرث ) بن امرؤ القيس الكندي ، الحرث بن نبهان مولى الحمزه بن عبد المطلب ، اللحلاس بن عمرو الازدي الراسبي ، حنظله بن عمر الشيباني ، حنظلة بن اسعد الشبامي ، زاهر مولى عمرو بن الحمق الكندي ، زهير بن بشر الخثعمي ، زهير بن سليم الازدي، سالم بن عمرو مولى بني المدينه الكلبي ، سعد بن الحرث مولى أمير المؤمنين، سوار بن منعم بن ابي عمير الهمداني، سيف بن مالك العبدي النميري ، عامر بن مسلم العبدي البصري، سالم مولى عامربن مسلم العبدي البصري، عبد الله بن بشر بن ربيعه بن عمرو، عبد الله بن عمير نب عباس بن عبد القيس ، عبد الله بن يزيد بن ثبيت العبدي البصري، عبيد الله بن يزيد بن ثبيت العبدي البصري ، عمارة بن حسان بن سريح الطائي ، عمار بن ابي سلامه بن دالان الهمداني ، عمرو بن جندب الحضري الكوفي، عمر بن ضبيعة بن قيس التيمي ، عمرو بن عبد الله الهمداني الجندعي ، عمران بن كعب بن حارث الاشجعي، عبد الرحمن بن عبد الله بن الكدن الهمداني ، قارب بن عبد الله الدؤلي مولى الحسين، الادهم بن اميه العبد البصري، قاسط بن زهير بن الحرث التغلبي ، مقسط بن زهيربن الحرث التغلبي ، كردوس بن زهيربن الحرث التغلبي ، كنانه بن عتيق التغلبي، القاسم ( القسم ) بن حبيب الازدي، مجمع بن عبد الله العائدي المذحجي ، مسعود بن الحجاج التيمي ، عبد الرحمن بن مسعود بن الحجاج التيمي ، مسلم بن كثير الاعرج الازدي الكوفي ، شبيب مولى الحرث بن سريع الهمداني ، شبيب بن عبد الله النهشلي البصري ، نعيم بن عجلان الأنصاري، نعمان بن عمرو الرأسبي، حبيب بن مظاهر الاسدي ، الحر بن يزيد الرياحي، عابس بن شبيب الشاكري ، برير بن خضير، زهير بن القين، جون مولى ابي ذر الغفاري ، عمرو بن جنادة الأنصاري، مسلم بن عوسجه ، زياد بن عمر بن عريب الصائدي، ابو الشعثاء يزيد بن زياد الكندي ، نافع بن هلال المذحجي ، هانئ بن عروة ، سلمان بن مضارب البجلي، واضح التركي مولى الحرث المذحجي ، شوذب مولى شاكر ، انس بن الحارث الكاهلي ، الحجاج بن مسروق الجعفي، سويد بن عمر بن ابي المطاع، وهب بن حباب الكلبي ، عمر بن خالد الصيداوي ، سعد مولى عمر بن خالد الصيداوي .
وليس بالضرورة أن يكون كل من ذُكرَت أسماؤهم قد استشهدوا كربلاء، فلربما استشهد بعضهم خارج كربلاء أو بعد استشهاد الإمام(ع) كالصحابي الكريم:سويد بن عمرو:
وقد اكتفيت هنا بذكر أسمائهم فقط لأن ذكر سيرهم العطرة يحتاج إلى أكثر من مجلد كبير لكثرة صفاتهم الحميدة وأفعالهم الكريمة، ولكن لو لم يكن لهم من الفضل سوى استشهادهم بين يدي الإمام الحسين(ع) في كربلاء لكفى ذلك في تخليد أسمائهم وأرواحهم في قلوب المؤمنين عبر الزمن.
نِسَاءُ المَوْكِبِ الحُسَيْنِي
لقد اشتمل الموكب الحسيني على النساء والأطفال أيضاً، وكان لإخراج النساء والأطفال في تلك الرحلة هدف كبير من الإمام الحسين(ع) الحكيم في كل ما يصدر عنه من حركات وسكنات وعبارات، وبما أن لنا وقفة طويلة حول هذا الحدث بالذات فسوف أكتفي هنا بذكر سببين مختصرين لإخراج النساء والأطفال إلى ساحة القتال:
السبب الأول: وهو أن الإمام(ع) كان مدركاً للوسائل التي سوف يستعملها الطرف اليزيدي للضغط عليه، وكان أول ما يمكن أن يفعلوه هو اعتقال نسائه وأولاده ليساوموه في شأنهم، فكان الحل لهذه القضية هو أن يخرجهم معه فيتخلص من هذه القضية.
السبب الثاني: وهو أن الإمام الحسين(ع) كان يعرف ما سوف يجري عليه في مكان قفر لا يقصده المسافرون عادة، وأن الطرف اليزيدي يريد أن يرتكب جريمته في ذلك المكان من أجل أن يضيع فيه دم الحسين وأولاده، وبالتالي تضيع قضيته التي بذل روحه وأرواح أولاده من أجلها، فأخرج معه النساء والأطفال ليكونوا وسيلة إعلامية تنقل الأخبار إلى جميع البلاد، وهذا ما حصل بالفعل عندما راحت السيدة زينب(ع) ومن معها من النساء والأطفال يبينون الحقيقة لأهل كل قرية أو مدينة مرّوا بها مما أحدث ضجة إعلامية كبرى قلبت الموازين رأساً على عقب وتسببت بزوال الحكم الأموي الغاشم.
وكما لم يتفق المؤرخون على عدد أصحاب الإمام(ع) فكذلك اختلفوا في أعداد النساء والأطفال وأسمائهن وأسمائهم، ولكننا سوف نذكر المتفق عليهن ليس على سبيل الحصر إذ لا يمكن الجزم به.
ورغم وجود هذا الإختلاف فقد ذكر المحدّث القمي في كتاب(نفس المهموم) نقلاً عن كتاب (الكامل) للشيخ البهائي، أن عدد النسوة اللواتي حضرن مع الإمام الحسين(ع) إلى كربلاء هو عشرون إمرأة، ولكن النساء اللاتي ورد لهن ذِكرٌ صريح في الرويات هنّ:
- زينب بنت أمير المؤمنين(ع).
- أم كلثوم بنت أمير المؤمنين(ع)، ولكن السيد المقرم رحمه الله تعالى وحّد بين هذين الإسمين مصرحاً بأن أم كلثوم هي نفسها السيدة زينب(ع)، ولهذا فإنه تارة يذكرها باسمها، وأخرى بكنيتها(أم كلثوم).
- فاطمة بنت أمير المؤمنين، وهي التي أراد أحد الشاميين أن يتخذها جارية له، وهي زوجة أبي سعيد بن عقيل بن أبي طالب، والذي استشهد ولده محمد في كربلاء.
- خديجة بنت أمير المؤمنين زوجة عبد الرحمن بن عقيل الذي استشهد في كربلاء.
- الرباب بنت امرئ القيس زوجة الإمام الحسين وأم الطفل الرضيع، ومعها بنتها.
- سكينة بنت الإمام الحسين.
- رقية بنت الإمام الحسين.
- حميدة بنت مسلم بن عقيل، وقد استشهد والدها في الكوفة أثناء وجودها مع الإمام الحسين(ع) في منطقة تسمى(زرود).
- رقية بنت أمير المؤمنين زوجة مسلم، وقد استشهد ولدها عبد الله في كربلاء عندما أصابه سهم من الأعداء بعد أن قتل منهم عدداً كبيراً.
- أم وهب(قمر بنت عبد) زوجة عبد الله بن عمير الكلبي، وهي التي كانت تشجع زوجها على القتال بين يدي الإمام الحسين(ع).
- أم عبد الله بن عمير، وهي بدورها كانت تشجع ولدها على القتال حتى أنه عندما رجع من إحدى المواجهات سالماً سأل أمه: أرضيت عني؟ قالت: ما رضيت أو تُقتل بين يدي الحسين.
- أم عمر بن جنادة بن الحارث السلمي، وهو غلامٌ قُتل أبوه في المعركة فأراد أن يواجه القوم فرده الإمام(ع) قائلاً: هذا غلامٌ قد قُتل أبوه الساعة ولعل أمه تكره خروجه: فقال الغلام: أمي أمرتني بذلك: فقاتل حتى قُتل، وبعدها أخذت أمه عموداً وخرجت وهي تقول: أنا عجوز في النساء ضعيفة خاوية بالية نحيفة، أضربكم بضربة عنيفة، دون بني فاطمة الشريفة:
- جارية لمسلم بن عوسجة، وهي التي خرجت بعد مقتل مسلم منادية: وامسلماه وابن عوسجتاه.
- أم عبد الله بن الحسن المجتبى(ع).
- فاطمة بنت الحسن المجتبى(ع) وهي زوجة الإمام زين العابدين(ع) وأم الإمام الباقر الذي كان آنذاك في سن الثالثة أو الرابعة من العمر.
- كثيرات من زوجات الشهداء حيث يؤكد المؤرخون بأن الرجال في الماضي كانوا في الغالب يصطحبون معهم نساءهم في مثل تلك السفرات الطويلة.
فوجود الأولاد الصغار دليل على وجود الأمهات، وقد كان عدد الصغار كبيراً، وهذا يدل على أن عدد النساء كان كبيراً جداً قد ناهز المئة، وقد ورد في بعض الروايات أن عدد النساء اثنان وثمانون، وعدد الأطفال ستون.
وجاء في كتاب(وسيلة الدارين في أنصار الحسين) أن عدد النساء والأطفال بلغ مئتين واثنين وعشرين نفراً، وليس ذلك ببعيد حيث يروي الرواة بأن الحسين(ع) عندما أراد الخروج من المدينة جمع أولاده وزوجاته وأخوته وأخواته وبني عمومته وأولاد أخيه الحسن، وبناته ومواليه وجواريه، وهم الذين خرجوا معه إلى مكة، ولا ندري ما إن بقي منهم أحد في مكة أو أصيب بمرض فبقي فيها أو توفي أحد منهم.
وفي بعض التفاصيل ورد أن ثمان من زوجات أمير المؤمنين(ع) قد خرجن مع الإمام الحسين(ع)، وخمس من نساء الحسن(ع)، وأربع من بناته، واثنتا عشرة من أخوات الحسين، وهذا كله يشير بوضوح إلى ضخامة العدد الذي رافق الإمام الحسين(ع) في تلك الرحلة نحو الشهادة.
الشيخ علي فقيه


