أُخْلاقُ المُسْلِم

أَخْلاقُ المُسْلِم

المؤمن أخو المؤمن

 

 

المؤمن أخو المؤمن

 

قال سبحانه وتعالى في محكم كتابه(إنما المؤمنون أخوة فأصلحوا بين أخوَيكم واتقوا الله لعلكم تُرحمون) لقد امتاز الإسلام عن غيره بسبب اهتمامه بالقضايا البشرية صغيرِها وكبيرها فلم يُهمل من شؤون الناس شيئاً ولم يتركهم تائهين في قضاياهم ومشاكلهم وإنما وضع لهم الأنظمة والقوانين والأحكام والعلاجات المناسبة لجميع أمورهم، ومن جملة القضايا الهامة التي اعتنى بها مسألة الأخوّة بين المؤمنين حيث جعل المؤمن أخاً للمؤمن في الدين، ولعل هذه الأخوّة في كثير من الأحيان أمتن من الأخوّة النسبية إذ قد يتخلى عنك أخوك من أبيك وأمك فلا يساعدك ولا يساندك ولا يقف إلى جانبك، أما أخوك في الإيمان فإنه مجبور بك ومسؤول عنك فإذا تخلى المؤمن عنك لم يكن إيمانه صحيحاً لأن أقرب الناس إلى بعضهم البعض هم المؤمنون.

وقد احتل هذا الموضوع الصدارة في جدول أعمال الرسول فآخى بين المهاجرين والأنصار وآخى بينه وبين ابن عمه علي بن أبي طالب ليعلّم الجميع ويؤكد لهم بأن الرابط الموجود بين المؤمنين لم يوجد في غيرهم حتى وإن كانوا من صلب واحد.

وقد كثر ذكر الأخوّة والتآخي على ألسنة المعصومين(ع) مما دلّ على أهمية هذا الموضوع وضرورة الإلتزام به، لا أن ترى أخاك المؤمن في ورطة ولا تقف إلى جانبه كما أصبح الحال في هذه الأيام التي أصبح فيها المؤمن بعيداً عن المؤمن مما أدى إلى زوال أثر الإيمان في قلوبهم، فقد قال رسول الله(ص) إن المؤمن ليسكن إلى المؤمن كما يسكن القلب الظمآن إلى الماء البارد: وقال(ص) المؤمنون أخوة تتكافى دماؤهم وهم يدٌ على من سواهم يسعى بذمتهم أدناهم: وقال علي(ع) يا كميل..المؤمنون أخوة ولا شيءَ آثرَ عند كل أخٍ من أخيه: وقال(ع) رب أخ لك لم تلده أمك: وقال الباقر: المؤمن أخو المؤمن لأبيه وأمه: وقال الصادق: إنما المؤمنون أخوة بنو أب وأم وإذا ضَرَب على رجل منهم عِرقٌ سهر له الآخرون: وقال: المؤمن أخو المؤمن عينُه ودليله لا يخونه ولا يظلمه ولا يغشه ولا يَعِدُهُ عِدَةً فيَخلِفَه:

الشيخ علي فقيه

الشيخ علي الفقيه

قال سبحانه( واذكر ربك حتى يأتيك اليقين) إن ذكر الله عز وجل لا ينحصر بجارحة اللسان بل يجب أن ينبع من صميم القلب وتترجمه الطاعة الصادقة التي تتحقق بفعل الواجب والمستحب وبترك كافة المحرمات جعلنا الله واياكم من الذاكرين العابدين الصادقين الشيخ علي فقيه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى