مَفَاهِيْمُ الْصيَامِ

مَفَاهيمُ الصِيَام

حَقِيقَةُ لَيْلَةِ الْقَدْر

 

 

حَقِيقَةُ لَيْلَةِ الْقَدْر

 

لكل مفهوم من المفاهيم الإسلامية حقيقة ثابتة أوضحها القرآن الكريم من جهة، والرسول وآله صلى الله عليه وآله من جهة ثانية، وخصوصاً عندما يكون المفهوم المراد عظيماً وهاماً كليلة القدر التي هي في الموازين الإلهية خير من ألف شهر، فلا بد هنا من أن تكون الإيضاحات الواردة فيها أكثر وآكد من غيرها وإن كنا نعتقد بأن الإسلام العظيم لم يهمل شيئاً من مفاهيمه حتى ولو كان صغيراً أو كانت الفائدة منه قليلة جداً.

فلقد علَّمَنا الإسلام أن ليلة القدر هي كغيرها من ليالي الأرض من حيث العتمة والسكون وشؤون الليل الأخرى فإن نفس الطريقة الكونية التي تأتي بها الليالي الأخر تأتي بها ليلة القدر، فالليالي العادية تبدأ عند غروب الشمس وتنتهي بطلوع الفجر، وكذلك ليلة القدر من حيث التكوين فإنها تبدأ عن الغروب وتنتهي عند الفجر، هذا من الناحية التكوينية، أما من الناحية التشريعية أو القدسية فإن هناك فرقاً كبيراً بين ليلة القدر وغيرها من ليالي السنة.

فليلة القدر ليست ليلة سحرية أو وهمية أو خيالية كما يتوهّم كثير من الناس، فلقد ذهب البعض بمخيَّلَته الوهمية إلى كون ليلة القدر تمر على البعض فتريهم من غرائب الظواهر الكونية ما لم يرها غيرهم، فهذه مجرد ادعاءات لا واقع لها ولا حقيقة، وهذا من شأنه أن يشوّه بصورة ليلة القدر ويقلّل من أهميتها في نظر كثير من الناس الذين لا يرون من الغرائب ما ادعى غيرهم رؤيتها، ولن يروها إطلاقاً لأنها ضَرْبٌ من ضروب الوهم.

لم يَرِدْ في شريعتنا السمحاء ما يروّج له هؤلاء، فهذا كذب على هذا المفهوم الإسلامي العظيم، وسوف يتحملون المسؤولية كاملة عن نشر هذه الأفكار الخاطئة التي يلصقونها بليلة القدر البريئة مما يُنسَب إليها في هذا المجال.

لإن طرح مثل هذه المعتقدات الفاسدة هيّنٌ، ولكن إخراجها من نفوس الذين نشأوا عليها صعبٌ جداً، ونحن هنا نخيّر المتمسكين بهذه المعتقدات بين التخلّص منها والإلتزام بالحق وبين أن يبقوا متمسكين بشيء يضرهم ولا ينفعهم، ولو أننا رجعنا إلى أساس نشوؤ هذه المعتقدات لأدركنا أنها إما نشأت نتيجة لجهل بعضهم حيث رأى مناماً مميزاً في تلك الليلة فاعتقد بأنه رآه بسبب ليلة القدر وجرت العادة على ذلك، وإما أن تكون بصنع صانع وكذب كاذب يريد التقليل من أهمية هذه المقدسات، ومهما كان السبب فإن النتيجة سيئة على المعتقَد الصحيح.

الشيخ علي فقيه

الشيخ علي الفقيه

قال سبحانه( واذكر ربك حتى يأتيك اليقين) إن ذكر الله عز وجل لا ينحصر بجارحة اللسان بل يجب أن ينبع من صميم القلب وتترجمه الطاعة الصادقة التي تتحقق بفعل الواجب والمستحب وبترك كافة المحرمات جعلنا الله واياكم من الذاكرين العابدين الصادقين الشيخ علي فقيه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى