منوعات

قَصَصٌ من التّاريخ(مسلسل حواري)

كما تدين تدان

كما تدين تدان

المشتري: هل أجد عندك ثوباً حريرياً؟
البائع: ليس عندي شيء، هيا اذهب من هنا.
المشتري: أف لك من تاجر فاشل.
البائع: أصمت واذهب قبل أن يزداد غضبي.
الصديق: ما بك يا رافع؟
البائع: لا شيء لا شيء.
الصديق: كيف لا يوجد شيء وهذا الرجل العاشر الذي تطرده من دكانك، عمري ما رأيت منك صنيعاً كهذا، هل هناك ما يزعجك؟ أنت أعز أصدقائي، وأنا مستودع سرك، عمرك ما أخفيت عني سراً، هيا يا رجل، قل لي ماذا أصابك علني أخفف عنك.
البائع: لو زدنا الدقة لزاد السقا.
الصديق: ماذا تقول يا رجل، لم أفهم قصدك، أفصح القول بالله عليك، فما قصة الدقة وما بال السقا؟ هيا يا رجل أتوق شوقاً لمعرفة ما بداخلك، لن أبرح دكانك قبل أن أعرف معنى كلامك.
البائع: خطأ ارتكبته وقد دفعت الثمن غالياً.
الصديق: عن أي خطأ تتحدث، عمري ما رأيت منك إلا خيراً.
البائع: وهنا تكمن المشكلة، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، أعوذ بالله من شر الشيطان.
الصديق: عامر.. ما قصتك مع الشيطان هذه المرة.
البائع: إسمع يا صادق، لم أعتد يوماً أن أخفي عنك أمراً، ما سأقوله لك الآن يبقى سراً بيني وبينك حتى الممات.
الصديق: وهل أفشيت لك سراً من قبل؟
البائع: لا، ولكنني أحذرك من أن يتفشى هذا السر، لأن هذه المرة غير كل مرة.
الصديق: أقلقتني يا رجل، هيا تكلم.
البائع: إسمعني يا صادق، بالأمس كنت في دكاني كالعادة أبيع زبائني وكان الرزق كثيراً والحمد لله، بعت الزبائن وانصرفوا جميعاً فجاءتني امرأة جميلة وسألتني عن قماش أحمر فلم أدري ما أصابني.
الصديق: وما الذي أصابك؟
البائع: وسوس لي الشيطان في تلك اللحظة فأخذت بيد المرأة وأردت أن أجبرها على الدخول إلى متجري فصفعتني بقوة ودعت الله أن يفعل بي ما فعلته بها.
الصديق: وبعد.
البائع: أقفلت دكاني وذهبت إلى البيت وأنا أستغفر الله مما اقترفته من المعصية، فدخلت داري ووجدت زوجتي تجلس في غرفتها وهي تبكي، فسألتها عن السبب فأخبرتني أن السقا الذي يجلب لنا الماء إلى المنزل دخل عليها عنوة وأخذ بيدها وكان يريد بها سوءاً فصرخت حتى هرب، فعندها قلت في نفسي، لو زدنا الدقة لزاد السقا، أي لو تماديت مع تلك المرأة في دكاني لتمادى السقا مع زوجتي.
الصديق: لا تعجب من ذلك، ألا تعرف أنه كما تدين تدان؟
البائع: أعرف ولكن لعنة الله على الشيطان الرجيم، أنا أستغفر الله وأتوب إليه من جميع ذنوبي.
الصديق: أستغفر الله العظيم لي ولك.

الشيخ علي الفقيه

قال سبحانه( واذكر ربك حتى يأتيك اليقين) إن ذكر الله عز وجل لا ينحصر بجارحة اللسان بل يجب أن ينبع من صميم القلب وتترجمه الطاعة الصادقة التي تتحقق بفعل الواجب والمستحب وبترك كافة المحرمات جعلنا الله واياكم من الذاكرين العابدين الصادقين الشيخ علي فقيه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى