منوعات تاريخية

إنتفاضة يحيى بن زيد

رحلة سيد الشهداء(ع) من المدينة إلى كربلاء

 

 

إنتفاضة يحيى بن زيد

لقد استشهد زيد بن علي وقد خلّف وراءه أربعة أولاد من زوجات عدة، وهم يحيى وعيسى والحسين ومحمد، ويذكر المؤرخون بأن يحيى عند موت أبيه كان شاباً لم يبلغ العشرين من العمر وقد كان أكبر أخوته سناً وعندما انتهت ثورة أبيه زيد باستشهاده قرر أن يخرج من الكوفة خوفاً من طلب الأمويين له فخرج منها وخرج معه عشرة أشخاص، وقد علم يوسف بن عمر بخروجهم فأرسل في طلبهم جيشاً وقد اتجه يحيى بمن معه نحو الري فنزل ضيفاً على يزيد بن عمرو التميمي وأقام عنده ما يقرب من ستة أشهر، وقد علم الخوارج بقدوم يحيى إلى الري فأتوا إليه وطلبوا منه أن يخرج بهم لقتال الأمويين وقد وجد يحيى من تصميمهم ما يشجعهم على موافقتهم ولكن يزيد بن عمرو التميمي نهاه عن الإستجابة لطلبهم لأنه يعرف ما يضمرون من السوء للعلويين وقال ليحيى: كيف تقاتل بقوم تريد أن تستظهر بهم على بني أمية وهم يبرأون من جدك علي وأهل بيته: فرفض يحيى طلبهم وردهم رداً جميلاً، ثم خرج من تلك القرية وذهب إلى بلخ ونزل فيها على الخريش بن عبد الرحمن الشيباني وقد بقي عنده إلى أن هلك هشام ابن عبد الملك وتولى السلطة بعده الوليد بن يزيد، وعندما علم يوسف بن عمر بتحركات يحيى بن زيد كتب إلى عامله على خراسان وطلب منه أن يرسل إلى الخريش لاعتقال يحيى وقتلِه، فأرسل نصرُ بن سيار عامل خراسان إلى عقيل الليثي وهو عامله على بلخ أن يأخذ الخريش ولا يفارقه حتى تزهق نفسه أو يأتيه بيحيى، فاستدعاه عقيل بن مَعقِل الليثي وضربه ستمئة سوط وقال له: والله لأزهقن نفسك أو تأتيني بيحيى بن زيد، فرد عليه بقوله: والله لو كان تحت قدمي هاتين ما رفعتهما عنه فاصنع ما أنت صانع، فتقدم ولده وقال لابن معقِل لا تقتل أبي وأنا آتيك بيحيى، فأرسل معه جماعة فدلهم على مكانه وكان في مكان يصعب العثور عليه فوجدوه واعتقلوه واعتقلوا معه يزيد بن عمرو وأرسلهم عقيل بن معقل إلى نصر بن سيار فقيده بسلاسل الحديد وأمر بسجنه، وبعد فترة من الزمن أُطلق سراح يحيى فتقدم جماعة من الموالين إلى الحدّاد الذي يريد أن يفك القيود من رجلي يحيى وتنافسوا على شرائه ليتبركوا به ففك الحدّاد السلاسل قطعة قطعة ووزعها على الجميع وقد وصل ثمن تلك السلاسل إلى عشرين ألف درهم وقد كان هؤلاء المؤمنون مستعيدين أن يدفعوا أكثر من ذلك ليتبركوا بجسم لامس أحد أبناء المعصومين(ع)  وبعد إطلاق سراحه استدعاه نصر بن سيار وأوصاه بتقوى الله وحذره من الفتنة فأجابه يحيى بن زيد بقوله: وهل في أمة محمد فتنة أعظم مما أنتم عليه من سفك الدماء وأخذ ما لستم له بأهل، فعندما سمع نصرٌ هذا الكلام سكت ولم يتفوه بأية كلمة لأن يحيى لم يقل سوى الحق ثم أمر له بألفي درهم وطلب منه أن يذهب إلى الشام ويلتحق بالوليد بن يزيد.

فخرج يحيى من خراسان إلى إحدى المناطق المجاورة ثم إلى بيهق ثم رجع إلى المنطقة المجاورة لسرخس ومعه سبعون رجلاً من أصحابه وهناك دارت معركة كبيرة بينه وبين جيش الأمويين الذي كان عدده هائلاً وقد استطاع يحيى بهذا الجيش اليسير أن يهزم الجيش الأموي في تلك المنطقة بعد أن استطاع يحيى أن يقتل قائد الجيش عمرو بن زرارة فعلم نصر بن سيار بهذا الأمر فأرسل ثمانية آلاف مقاتل بقيادة ابن أحوز من جيش الشام وقد دارت معارك شرسة بين الطرفين بعد أن التحق بيحيى جماعة من المؤمنين وقد استمرت المعركة ثلاثة أيام بلياليها وقد قُتل جميع أصحاب يحيى ثم أصيب يحيى في جبهته فاستشهد على الفور فجاءه أحد قادة الجيش الأموي ويُدعى سَورة بن محمد فاحتز رأس يحيى وصلب جسده على باب المدينة وبقي مصلوباً إلى أن خرج إليهم أبو مسلم الخراساني الذي تولى دفن يحيى وتتبع قتلته فقتل كل من قدر عليه، أما رأس يحيى فقد أُرسل إلى نصر بن سيار وقد أرسله ابن سيار إلى الوليد بن يزيد الذي أرسله بدوره إلى أمه التي صاحت قائلة عندما رأت رأس ولدها: شرّدتموه عني طويلاً وأهديتموه إليّ قتيلاً، وقد كان مصرعه الشريف سنة مئة وخمسة وعشرين للهجرة أي بعد استشهاد أبيه بخمس سنوات.

ولم يولد مولود في تلك السنة إلا وأسموه يحيى تبركاً بيحيى بن زيد بن علي بن الحسين.

الشيخ علي فقيه

الشيخ علي الفقيه

قال سبحانه( واذكر ربك حتى يأتيك اليقين) إن ذكر الله عز وجل لا ينحصر بجارحة اللسان بل يجب أن ينبع من صميم القلب وتترجمه الطاعة الصادقة التي تتحقق بفعل الواجب والمستحب وبترك كافة المحرمات جعلنا الله واياكم من الذاكرين العابدين الصادقين الشيخ علي فقيه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى