مَفَاهِيْمُ الْصيَامِ

مَفَاهِيْمُ الصِيَام

شَهْرُ رَمَضانَ شَهرُ الضيَافَةِ الإِلهِية

 

شَهْرُ رَمَضانَ شَهرُ الضيَافَةِ الإِلهِية

 

وبعد أن وصف النبي(ص) شهر رمضان المبارك بعدة أوصاف كشهر الله والبركة والرحمة راح يبيّن لنا بعض خصوصياته من باب الكشف عن حقيقته وعظمته ليزداد شوق المسلمين إليه ويجعلوا منه محطة للعبادة المميزة، فقد كشف لنا بكلامه المبارك عن أنه شهر الضيافة الإلهية للعباد المؤمنين حيث قال في خطبة استقبال شهر رمضان: وهو شهر قد دعيتم فيه إلى ضيافة الله وجعلتم فيه من أهل كرامة الله:

إنّ دين الإسلام هو دين اللياقات والآداب الإنسانية والإجتماعية، وهو المصدر الأكبر لمثل هذه الخصال التي تبني مجتمعاً رفيعاً وسليماً وصالحاً، ولذا نجد بأن أحكام الشريعة الإسلامية طالت كل صغيرة وكبيرة في جميع مجالات الحياة البشرية بدءاً من الأمور التي قد يحسبها البعض عادية أو عابرة ووصولاً إلى القضايا العامة التي تهم الجميع، ولأجل ذلك ورد عن المعصومين سلام الله عليهم بأن الواقعة لا تخلو عن حكم، ونقصد بالحكم هنا بيان التكليف تجاه الواقعة وكيفية علاجها بالطرق الرحمانية.

وموضوع الضيافة هو من الأمور التي يراها الناس خاصة بأدب المجتمع ويغفلون عن كونها أموراً دينية تحمل معها الأجر والثواب لكل من يطبقها بالشكل المطلوب.

لقد حثنا الإسلام على إكرام الضيف واحترامه وإشعاره بالأمان وكونه واحداً من أفراد العائلة، وذلك من أجل أن لا يشعر بثقله على الآخرين فلا يقعد مرتاحاً.

ولو رجعنا إلى إسلامنا العظيم لنرى ماذا وضع من قوانين الضيافة لوجدناها كثيرة، تلك القوانين التي لولا الأنبياء والأئمة لما توصلنا إلى معرفتها.

أول شيء ينبغي أن نصنعه مع الضيف هو الترحيب عند استقباله وهذا الترحيب يكسر بعض الحواجز التي تقف بين الضيف والمضيف أو صاحب الديار.

هذا ما كان من شأن الضيافة بشكل عام أما ضيافة الله للمؤمن في شهر فهو أعظم وأفضل وأربح فإن ما عند الله لا يوجد عند خيره فقد يكرمك المزور بتقديم بعض الضيافات ولكن ضيافة الله لك تعني الجنة الواسعة والرحمة التي هي أكبر وأوسع من الجنة.

لأجل ذلك قال(ص) وهو شهر قد دعيتم فيه إلى ضيافة الله:

والمؤمن عندما يجلس على طاولة الطعام سواء كان الطعام للسحور أو للإفطار فإنه يجلس على مائدة ربه، لأن المؤمن في هذا الشهر ضيف الله، معنى ذلك أن أكله وشربه وجميع حركاته وسكناته فيها رضا لله تعالى وفيها الكثير من الأجر والثواب.

الشيخ علي فقيه

الشيخ علي الفقيه

قال سبحانه( واذكر ربك حتى يأتيك اليقين) إن ذكر الله عز وجل لا ينحصر بجارحة اللسان بل يجب أن ينبع من صميم القلب وتترجمه الطاعة الصادقة التي تتحقق بفعل الواجب والمستحب وبترك كافة المحرمات جعلنا الله واياكم من الذاكرين العابدين الصادقين الشيخ علي فقيه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى