
كَرَمُ اللهِ عَزَ وَجَل
قال(ع):(وَاَلْحَمْدُ للهِ الَّذي اَسْأَلُهُ فَيُعْطيني وَاِنْ كُنْتُ بَخيلاً حينَ يَسْتَقْرِضُني)
لا شك بأن الله تعالى هو أكرم الأكرمين وأجود الأجودين وخير المعطين، كيف لا وهو الرحمن الرحيم الذي يرزق خلقه أجمعين من مؤمنين وغير مؤمنين ومخلوقات أخرى لا يحصي الخلائق عددها، فإذا سأل العبد ربه أعطاه وأغدق عليه العطاء بحساب وبغير حساب، ولكن عندما يستقرضه الله تعالى يجده عبداً بخيلاً، والله غني عن العالمين لا يستقرض لنفسه بل لمن يستقرض منه، واستقراض الله هو دعوته لنا بإعطاء الفقراء والمحتاجين والتحنن على الناس، ولن ينال الله من ذلك شيء(لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ) فأنت عندما تعطي الله تعالى فإنك تعطي نفسك وليس ربك لأنك أنت المستفيد على كل حال، فإن أعطيت من مال الله_ وكل ما تملك هو ملك لله_ أعطاك الله، وإنك أيها الإنسان مستخلَفٌ من قِبل الله عز وجل على المال الذي بين يديك، ولذا قال سبحانه(وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ) فإذا أعطاك الله تعالى فهو يعطيك من ملكه، أما إذا أعطيت أنت الناس فإنك تعطيهم من ملك الله عز وجل.
الشيخ علي فقيه