أُخْلاقُ المُسْلِم

إبراء الذمة شرط في صحة التوبة

إبراء الذمة شرط في صحة التوبة

 

إبراء الذمة شرط في صحة التوبة

 

قبل أن يتلفظ المذنب بالألفاظ الدالة على الإستغفار والتوبة يجب عليه أن يعمد إلى إبراء ذمته من الفرائض التي ضيّعها والحقوق التي أكلها بطرق الغصب والكذب والدجل إذ لا توبة لمن كان في ذمته حق للآخرين إذا لم يسامحوه ويُبرؤوا ذمته من كل حق لهم عليه، ولا حاجة لأن نطيل الشرح في هذا المقام لأن المعصومين(ع) بيّنوا لنا تفاصيل كثيرة حول هذه النقطة الحساسة في مجال التوبة والإستغفار، فقد سأل رجل الإمام الباقر(ع) فقال له: إني لم أزل والياً منذ زمن الحجاج إلى يومي هذا فهل لي من توبة؟ فسكت الإمام ثم أعاد عليه الرجل السؤال فقال(ع) لا.. حتى تؤدي إلى كل ذي حق حقه: ويقول علي بنُ أبي حمزة كان لي صديق من كتّاب بني أمية فقال لي إستأذن لي عن أبي عبد الله(ع) فاستأذنتُ له عليه فأَذن له، فلما أن دخل سلّم وجلس ثم قال جُعلت فداك إني كنت في ديوان هؤلاء القوم فأصبتُ من دنياهم مالاً كثيراً وأَغْمضتُ في مَطالبه.. فهل لي مخرج منه؟ قال(ع) إن قلتُ لك تفعل؟ قال: أَفعل: قال(ع) فاخرُج من جميع ما اكتسبتَ في ديوانهم فمَن عرفتَ منهم رددتَ عليه ماله ومن لم تعرف تصدّقتَ به وأنا أضمن لك على الله عز وجل الجنة:

وقد سأل كميل بن زياد الإمامَ علياً(ع) فما حد الإستغفار؟ فقال الإمام يابن زياد التوبة، قلتُ بس؟ قال: لا، قلتُ فكيف؟ قال إن العبد إذا أصاب ذنباً يقول: أستغفر الله: بالتحريك، قلت وما التحريك؟ قال: الشفتان واللسان، يريد أن يَتْبَع ذلك بالحقيقة قلت وما الحقيقة؟ قال: تصديقٌ في القلب وإضمارُ أن لا يعود إلى الذنب الذي استَغفر منه، فقال كميل: فإذا فعل ذلك فإنه من المستغفرين؟ قال لا: لأنك لم تَبلُغ إلى الأصل بعد، قال كميل فأصل الإستغفار ما هو؟ قال: الرجوع إلى التوبة من الذنب الذي استغفرتَ منه وهي أول درجة العابدين وتَرْكُ والإستغفارُ إسم واقع لمعانٍ ست: أولها الندم على ما مضى والثاني العزم على ترك العود إليه أبداً والثالث أن تؤدي إلى المخلوقين حقوقهم والرابع أن تعمد إلى كل فريضة عليك ضيعتها فتؤديَ حقها والخامس أن تعمد إلى اللحم الذي نبت على السحت فتذيبَه بالأحزان حتى تُلصق الجلد بالعظم وينشأَ بينهما لحم جديد والسادس أن تذيق الجسم ألم الطاعة كما أذقته حلاوة المعصية فعند ذلك تقول: أستغفر الله:

الشيخ علي فقيه

الشيخ علي الفقيه

قال سبحانه( واذكر ربك حتى يأتيك اليقين) إن ذكر الله عز وجل لا ينحصر بجارحة اللسان بل يجب أن ينبع من صميم القلب وتترجمه الطاعة الصادقة التي تتحقق بفعل الواجب والمستحب وبترك كافة المحرمات جعلنا الله واياكم من الذاكرين العابدين الصادقين الشيخ علي فقيه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى