قصص وحكايات

قصص القرآن الكريم(الحلقة 48)

قِصةُ بِنَاءِ بُرْجِ فِرْعَون

 

 

قِصةُ بِنَاءِ بُرْجِ فِرْعَون

 

(وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحًا لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ)

عاد موسى إلى مصر بعد أن أوحى الله إليه بالذهاب إلى فرعون ليدعوه إلى الإيمان فدخل القصر برفقة أخيه هارون وبلّغ فرعون رسالة ربه فأبى واستكبر واتهم موسى بالكذب، فأراه بعض آيات ربه فاتهمه بالسحر، وأمر بجلب السحرة للقضاء على سحر موسى فانتصر عليهم وخاب أمل فرعون الذي راح يفكر في طريقة يصرف بها أذهان الناس عما رأوه من الآيات.

وكان أهل مصر سذجاً يصدقون كل ما يقوله الحاكم، فادعى بأنه ربهم في الأرض، ولا يعلم أن في السماء إلهاً كما يدعي موسى فأمر وزيره هامان ببناء صرح عالٍ حتى يتحقق من أمر إله موسى، وكان الهدف من بناء هذا الصرح صرف أذهان الناس عن دعوة موسى ومعجزاته فأراد فرعون أن يبني لهم صرحاً مميزاً ينسيهم تلك الآيات التي رأوها، فجمع هامان خمسين ألف عامل وبذلوا الأموال الطائلة في بنائه حتى وصل البناؤون إلى درجة لم يعد بإمكانهم أن يرفعوا البناء أكثر، وكان بإمكان أهل مصر الصعود إلى أي جبل، وأي جبل سوف يكون حتماً أعلى من برج فرعون، ولكن ماذا نصنع بتلك العقول الجامدة، وكان أهل مصر في كل يوم يمرون أمام هذا البناء وهم ينتظرون اكتماله بفارغ الصبر إلى أتم العمال بناءه فجمع فرعون الناس وراح يصعد إلى أعلى الصرح وبيده قوس ونبل، وقيل بأنه أطلق السهم على طير كان فوقه أو أنه وضع دماً على سهمٍ ثم نزل إلى الناس وأخبرهم بأنه قتل إله موسى وهذا الدليل بين يديه فصدّقه الكثيرون من البسطاء إما عن قناعة منهم أو عن خوفهم منه.

ثم راح يفتك بهم يوماً بعد يوم حتى لم يعد بالإمكان الصبر عليه، فلجؤوا إلى موسى لينقذهم من ظلم فرعون وقد استجاب الله لكليمه فأغرق فرعون وجنوده(وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ * فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ)

الشيخ علي فقيه

الشيخ علي الفقيه

قال سبحانه( واذكر ربك حتى يأتيك اليقين) إن ذكر الله عز وجل لا ينحصر بجارحة اللسان بل يجب أن ينبع من صميم القلب وتترجمه الطاعة الصادقة التي تتحقق بفعل الواجب والمستحب وبترك كافة المحرمات جعلنا الله واياكم من الذاكرين العابدين الصادقين الشيخ علي فقيه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى